للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُشير إليه المؤلف حديث آخر غير حديث أنسٍ (١).

الذي ورد فى حديث عائشة: "أنَّ الرَّسُولَ - صلى الله عليه وسلم - كان قَدْ حَسَر عن فخذِهِ، فَدَخل أبو بكرٍ وهو كذلك، ثم عمر"، وَجَاء في حديثٍ آخر أنه غطاه لما دخل عثمان وقال: "ألَا أسْتَحِي من رَجُلِ تَسْتحي منهُ المَلَائكةُ" (٢).

قَالوا: فيه دَليل على أن الفخذ ليس بعورة، ولكن جَاءَ في بعض روايات "الصحيحين" ليس الرسول هو الذي حسر عن فخذه، وإنما انحسر إزاره عن فخذِهِ (٣)، وبذلك استدلَّ العلماء بهذه الرواية على الرواية الأخرى، وهو أن الرداء قد انحسر (٤)، أي: هو انكشف دون أن يفعل ذلك الرَّسُولُ - صلى الله عليه وسلم - (٥).


(١) يشير الشارح بذلك إلى ما أَخْرَجه البخاري (٣٧١)، ومسلم (١٣٦٥)، عن أنس بن مالكٍ أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - غزا خيبر، فَصلَّينا عندها صلاة الغداة بغلسٍ، فركب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأَجْرَى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في زقاق خيبر، وَإِنَّ رُكْبتي لتمس فخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ حَسَر الإزار عن فخذه حتى إنِّي أنظر إلى بياض فخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - … الحديث .. وهذا لفظ البخاري.
(٢) أخرجه مسلم (٢٤٥١) عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذَيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكرٍ فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسوى ثيابه -قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكبر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال: "ألَا أَسْتَحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة".
(٣) هذا لفظ مسلم (١٣٦٥)، وفيه: " (وانحسر الإزار عن فخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنِّي لأرى بياض فخذ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ".
(٤) "الحَسْر": كشط الشيء عن الشيء، وانحسر على صيغة "انفعل"، وهو لازم مطاوع للفعل "حسر"، نحو: كسرته فانكسر. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (٤/ ١٨٧)، و"شرح شافية ابن الحاجب" للرضي الإستراباذي (١/ ١٠٨).
(٥) يُنظر: "شرح مسلم" للنووي (٩/ ٢١٩)، حيث قال: "ومذهبنا أنه عورة، ويحمل أصحابنا هذا الحديث على أن انحسار الإزار وغيره كان بغير اختياره - صلى الله عليه وسلم -، فانحسر=

<<  <  ج: ص:  >  >>