للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن العلة أكثر من واحدة:

منها: أنها مأوى للشياطين؛ فالشياطين تأوي إلى هذه الأماكن؛ لأن الإبلَ خُلقَت منها.

ومنها: أنها تُعرَف بالنفور والشرود، وهذا يُؤثِّر على المصلي.

ومنها: أنها يرتادها بعض الناس لقضاء الحاجة؛ لأنهم يستترون بطول الإبل إنْ لم يكن هناك جدار (١)، كما فعل ابن عمر (٢)؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "احفظ عَوْرتَك إلا من زوجتك، وما ملكت يمينك" (٣)، ونهى -صلى الله عليه وسلم- أن ينظر الرجل إلى عورة الرجل، وأن تنظر المرأة على عورة المرأة (٤).

وَهُنَا يَتفرّع الفقهاء إلى جواز نظر المرأة إلى عورة المرأة (٥)،


=قال: " (وبول) للأمر بصبِّ الماء عليه في بول الأعرابي في المسجد. وَقيس به سائر الأبوال، وأما أمره -صلى الله عليه وسلم- العُرَنيين بشرب أبوال الإبل، فكان للتداوي، والتداوي بالنجس جائزٌ عند فَقْد الطاهر الذي يقوم مقامه".
في مذهب الحنابلة روايتان، ومعتمد المذهب على طهارته، انظر: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ١٠٨)، وفيه قال: " (والبول والغائط مما لا يؤكل أو) من (آدمي) نجس، وأما ما يؤكل لحمه فبَوْله وروثه طاهر؛ لحديث العرنيين في الإبل، وقيس عليه الباقي". انظر: "الروايتين والوجهين"، لأبي يعلى الفراء (١/ ١٥٥). وانظر: "الروايتين والوجهين"، لأبي يعلى الفراء (١/ ١٥٥).
(١) سبق ذكر هذا.
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٠١٧)، عن بَهْز بن حكيم، عن أبيه، عن جَدِّه، قال: قلت: يا رسول الله، عَوْراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك"، وحَسَّنه الأَلْبَانيُّ في: "إرواء الغليل" (١٨١٠).
(٤) أخرجه مسلم (٣٣٨/ ٧٤)، عن أَبِي سَعِيدٍ الخدريِّ، أنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا يَنْظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يُفْضي الرجل إلى الرجل في ثوبٍ واحدٍ، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد".
(٥) اتفق الفقهاء على أن المرأة لا يحل لها أن تنظر إلى غيرها فيما بين السُّرَّة إلى الركبة.=

<<  <  ج: ص:  >  >>