للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسودَّ من طول ما مكث فنضحته" (١).

وكان -صلى الله عليه وسلم- يتَّقي بوجهه حرارة الشمس (٢)، وثبت ذلك عن الصحابة (٣)، وصح أن عمر "صلى على … " يعني: من البسط (٤).

وَصحَّ عن عبد الله بن عباس أنه "صلى على الطنفسة (٥) " (٦)، وكل هذا سيَمُر معنا.

إذن، لم يَتَّخذوا فُرُشًا مخصوصةً للصلاة، كما يَحْصل اليوم من بعض مَنْ يأتون المسجد، ترَى بعضهم يتأبط سجادةً لا يصلي إلا عليها رغم وجود فُرُش بالمسجد، وَسَلامتها من النجاسة، لكنها العادة التي اعتادوها؛ وهي خاطئة.


(١) أخرجه البخاري (٣٨٠)، ومسلم (٦٥٨/ ٢٦٦)، عن أنس بن مالكٍ، أن جدته مليكة دعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لطعامٍ صنعته له، فأكل منه، ثم قال: "قُومُوا فلأُصلِّ لكم"، قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد أسود من طول ما لبس، فنضحته بماء.
(٢) أخرج البخاري (٣٨١)، واللفظ له، ومسلم (٥١٣/ ٢٧٠)، عن ميمونة، قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي على الخمرة".
(٣) أخرجه البخاري (٣٨٥)، ومسلم (٦٢٠/ ١٩١)، عن أنس بن مالك، قال: "كنا نصلي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يُمكِّن جبهته من الأرض، بسط ثوبه، فسجد عليه".
(٤) لعل صواب العبارة: وصح أن عمر "صلى على عبقري"، يعني من البُسُط.
وهذا الأثر أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (١/ ٣٩٤)، عن عبد الله بن عامر، قال: رأيت عمر بن الخطاب: "يصلي على عبقري"، قلت: ما العبقري؟ قال: "لا أدري".
قال أبو عبيد: "عبقري هذه: البُسُط التي فيها الأصباغ والنقوش، والعبقري جمع، واحدته: عبقرية". انظر: "غريب الحديث" (٣/ ٤٠٠).
(٥) "الطَّنفَسة": واحدة الطنافسِ للبُسْط والثياب، والحصيرُ من سَعَفٍ عرضُه ذراع. انظر: "القاموس المحيط"، للفيروزآبادي (ص ٥٥٥).
(٦) أَخْرَجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣/ ٥٥٤)، عن مقاتل بن بشير العجلي، عن رجلٍ يُقَال له: موسى: أن ابن عباس قدم من سفرٍ، فصلى في بيته ركعتين على طنفسَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>