للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما حديث عبد الله بن مسعود إنما كان بمكة؛ لأنه بعد أن هاجر إلى الحبشة، فهو حديث ناسخٌ، ومعه حديث زيد بن الأرقم (١).

قوله: (فَأَمَّا الأَفْعَالُ، فَجَمِيعُ الأَفْعَالِ المُبَاحَةِ الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ أَفْعَالِ الصَّلَاةِ إِلَّا قَتْلَ العَقْرَبِ وَالحَيَّةِ فِي الصَّلَاةِ).

وَرَد في ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- "أنه أمر بقتل الأسودين؛ الحية والعقرب" (٢)، فهذا دليل للعلماء، وهناك مَنْ ينازع إلا أن دليلَه ضعيف.

قوله: (فَإِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ لِمُعَارَضَةِ الأَثَرِ فِي ذَلِكَ لِلْقِيَاسِ، وَاتَّفَقُوا فِيمَا أَحْسَبُ عَلَى جَوَازِ الفِعْلِ الخَفِيفِ).

الفعل الخفيف الذي لا يؤثر في هيئة الصلاة، كما فتح الرسول البابَ لأُمَامة (٣)، وكما حمل الحسن والحسين على ظهره، إذ كانا يصعدان وينزلان وهما صغيران (٤)؛ فعلى هذا، الحركة اليسيرة لا تؤثر في الصلاة، أما إذا كَثُرت وتَجَاوزت الحد، فإنها -بِلَا شكٍّ- تؤثر على الصلاة، وأكثر


(١) هذا على قول الأحناف. لكن كَمَا سبق فإن دعوى النسخ ضعيفة.
(٢) أخرجه بهذا اللفظ الترمذي (٣٩٠)، وغيره، عن أبي هُرَيرة. وصححه الأَلْبَانيُّ في "صحيح سنن الترمذي".
(٣) الذي جاء في خبر أُمَامَة أن الرسول حملها في الصلاة.
كما أخرجه البخاري (٥١٦)، ومسلم (٥٤٣/ ٤١)، عن أبي قَتَادة الأنصاري، "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي وهو حامل أُمَامة بنت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سَجَد وضعها، وإذا قام حملها".
أما ما جاء من فتحه الباب في الصلاة، فهذا كان لعائشة، أخرجه أبو داود (٩٢٢)، عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي والباب عليه مغلق، فجئت فاستفتحت، فمشى ففتح لي، ثم رجع إلى مصلاه، وذكر أن الباب كان في القبلة. وحسنه الأَلْبَانيُّ في "إرواء الغليل" (٣٨٦).
(٤) أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (٧/ ٣١٨)، عن عبد الله قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما، فلما صلى وضعهما في حجره ثم قال: " (مَنْ أحبني فليحب هذين"، وصححه الأَلْبَانيُّ في "السلسلة الصحيحة" (٣١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>