للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قوله: (وَسَبَبُ اخْتِلافِهِمْ فِي هَاتَيْنِ المَسْأَلَتَيْنِ: هُوَ خَفَاءُ تَنَاوُلِ اسْمِ الوَجْهِ لِهَذَيْنِ المَوْضِعَيْنِ، أَعْنِي: هَلْ يَتَنَاوَلُهُمَا أَوْ لا يَتَنَاوَلُهُمَا؟ وَأَمَّا تَخْلِيلُ اللِّحْيَةِ، فَمَذْهَبُ مَالِكٍ أَنَّهُ لَيْسَ وَاجِبًا (١)، وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ (٢)، وَالشَّافِعِيُّ فِي الوُضُوءِ) (٣).

وأحمد أيضًا (٤).

• قوله: (وَأَوْجَبَهُ ابْنُ عَبْدِ الحَكَمِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ) (٥).

والتفصيل أن اللحية على نوعين:

١ - لحيةٌ خفيفةٌ.

٢ - ولحيةٌ كثيفةٌ؛ يعني: غير خفيفةٍ.


(١) حقيقة مذهب المالكية: التفريق بين اللحية الخفيفة والكثيفة؛ فأما الخفيفة، فَيَجب تخليلها، وأما الكثيفة فيُكْره تخليلها على الراجح عندهم، وفيها ثلاثة أقوال …
يُنظر: "الشرح الكبير" للدردير (١/ ٨٦)؛ حيث قال: "فيغسل ما ذكر (بتخليل)؛ أي: مع تخليل (شعر) من لحيةٍ أو حاجبٍ أو شارب أو عنفقةٍ أو هدب (تظهر البشرة)؛ أي: الجلدة (تحته) في مجلس المخاطبة. والتخليل: إيصال الماء للبشرة، وخرج بـ (تظهر البشرة تحته، وهو الخفيف): الكثيفُ؛ فلا يخلله، بَلْ يُكْره على ظاهرها".
وانظر: "حاشية الدسوقي" (١/ ٨٦)؛ حيث قال: " (قَوْله: بل يُكْره)، أي: لمَا في ذلك من التعمُّق (قوله: على ظاهرها)؛ أي: وهو الراجح، خلافًا لمَنْ قال: يُندَب تخليله، ولمَنْ قال بوجوب تخليله".
(٢) يُنظر: "الدر المختار" للحصكفي (١/ ١٠٢)؛ حيث قال: "وسننه … (وتخليل اللحية) لغير المحرم بعد التثليث".
(٣) يُنظر: "مغني المحتاج" (١/ ١٩٠)؛ حيث قال في سنن الوضوء: " (و) من سننه (تخليل اللِّحية الكثَّة) ".
(٤) يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (١/ ١٠٦)؛ حيث قال: " (و) من سنن الوضوء (تخليل الشعور)، أي: شعور اللحية "الكثيفة في الوجه … ".
(٥) يُنظر: "النوادر والزيادات" لابن أبي زيدٍ (١/ ٣٤)؛ حيث قال: "ومحمد بن عبد الحكم يرى تخليلها في الوضوء".

<<  <  ج: ص:  >  >>