للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيفَ نُفرِّق بينهما؟

إذا عرفنا ضابط اللحية الخفيفة، تبيَّن لنا ضابط اللحية الكثيفة، وهُنَاك أقوالٌ للعُلَماء في وَصْف اللحية الخفيفة، ولكنَّها كلها تلتقي حول أمرٍ واحدٍ …

فبَعْضُهُم يقول: اللِّحيةُ الخفيفةُ هي ما اصطلح الناس على أنها خفيفةٌ، بناءً على قاعدةٍ معروفةٍ: "العادة مُحَكَّمَة" (١) التي بُنِيَتْ على أثر عبد الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه -: "مَا رَاَه المُسْلمونَ حسنًا فهو عندَ الله حَسن، وما رَأَوْه سيئًا فهو عند الله سيِّئٌ" (٢).

فما رآه الناس لحيةً خفيفةً، فهي خفيفةٌ، وما رَأوها غير خفيفةٍ، فهي اللحية الكثيفة.

وبعضهم يقول: اللحية الخفيفة هي التي يصل الماء إلى أعماقها دون مَشقَّةٍ (٣).

وبعضهم يقول: هي التي تصف البشرة، أَيْ: التي تستطيع أن ترى البشرة من خلالها، فهذه اللحية الخفيفة إنما يجب غَسْلها عند كافة العلماء (٤).


(١) يُنظر: "الأشباه والنظائر" للسيوطي (ص ٨٩)؛ حيث قال: "القاعدة السادسة: العادة محكمة. قال القاضي: أصلها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسنٌ".
(٢) أخرجه أحمد (٣٦٠٠)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
(٣) يُنظر: "المجموع" للنووي (١/ ٣٧٥)؛ حيث قال: "في ضبط اللحية الكثيفة والخفيفة أوجه:
أحدها: ما عدَّه الناس خفيفًا فخفيف، وما عدوه كثيفًا فهو كثيفٌ، ذكره القاضي حسين في تعليقه، وهو غريب.
والثاني: ما وصل الماء إلى ما تحته بلا مشقةٍ، فهو خفيف، وما لا فكثيف، حكاه الخراسانيون.
والثالث: وهو الصحيح، وبه قطع العراقيون والبغوي وآخرون، وصححه الباقون، وهو ظاهر نص الشافعي … ".
(٤) وهذا تعريف الأحناف؛ يُنظر: "البحر الرائق" (١/ ١٢)؛ حيث قال: "والمراد بالخفيفة: التي لا ترى بشرتها". =

<<  <  ج: ص:  >  >>