للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (وَذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ إِلَى أَنَّهُ وَاجِبٌ أَنْ يَتَعَوَّذَ المُتَشَهِّدُ مِنَ الأَرْبَعِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الحَدِيثِ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ؛ لِأَنَّهُ ثَبَتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهَا فِي آخِرِ تَشَهُّدِهِ (١). وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ أَرْبَعٍ. . . ". الحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ) (٢).

حقيقة: لم يقل بهذا القول أحد من الأئمة؛ أي: بوجوب أن يتعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال (٣). ولا شك أنه وردت أحاديث -بعضها في الصحيحين-


(١) أخرجه النسائي (١٣١٠)، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا تشهد أحدكم فليتعوذ باللَّه من أربع: من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال، ثم يدعو لنفسه بما بدا له". وصححه الألباني.
(٢) أخرجه مسلم (٥٨٨/ ١٣٠)، عن أبي هريرة.
(٣) انظر في مذهب الأحناف: "البناية شرح الهداية"، للعيني (٢/ ٢٧١)، وفيه قال: "قوله: (وإن كان في آخر الصلاة) إلى آخره؛ لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ باللَّه من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال"".
وانظر في مذهب المالكية: "القوانين الفقهية"، لابن جزي (ص ٤٧)، وفيه قال: "والدعاء بعدها مستحب، وأوجب الظاهرية أن يستعيذ من أربع". وانظر: "الشرح الكبير"، للشيخ الدردير (١/ ٢٥١).
وانظر في مذهب الشافعية: "فتح الوهاب"، لزكريا الأنصاري (١/ ٥٤)، حيث قال في سنية الدعاء: " (ومأثوره)، أي: منقوله عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (أفضل) من غيره، (ومنه: "اللهم اغفر لي ما قدمت. . . " إلخ ". . . اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال) ".
وانظر في مذهب الحنابلة: "شرح منتهى الإرادات"، للبهوتي (١/ ٢٠٢، ٢٠٣)، وفيه قال: " (ثم يقول ندبًا: أعوذ باللَّه من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات)؛ أي: الحياة والموت (ومن فتنة المسيح الدجال) ".

<<  <  ج: ص:  >  >>