للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَالسَّلَامُ: "أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَدْعُو عَلَى بَنِي عُصَيَّةَ" (١)).

هناك دعاءان وردا في القنوت، فالأول سيذكره المؤلف، وقد أخذ به الإمام مالك، ويبدو أنَّ المؤلف إنما جاء به بالمعنى، وأنها رواية غير التي نعرفها، ربما -واللَّه أعلم- فقد تكون الروايات متعددة.

* قوله: (وَاخْتَلَفُوا فِيمَا يَقْنُتُ بِهِ، فَاسْتَحَبَّ مَالِكٌ القُنُوتَ بِـ "اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَنَسْتَهْدِيكَ) (٢).

لا شك أن الإنسان في هذه الحالة يطلب العون من اللَّه سبحانه وتعالى ويستغفره ويستهديه، وفي الحديث القدسي: "فاستهدوني أهدكم" (٣).

* قوله: (وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَخْنَعُ (٤) لَكَ).

لا شك أن في هذا الموقف التصديق والإيمان، والانقياد للَّه -سبحانه وتعالى-، وإظهار الذل والخضوع له سبحانه.


= النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكان أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر، وصلاة العشاء، وصلاة الصبح، بعدما يقول: سمع اللَّه لمن حمده، فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار.
(١) أخرجه مسلم (٦٧٧).
(٢) يُنظر: "منح الجليل" لعليش (١/ ٢٦٠) حيث قال: " (و) ندب (لفظه) أي القنوت المخصوص الذي قيل كان سورتين من القرآن ونسختا (وهو) أي لفظه المندوب (اللهم إنا نستعينك) (إلخ) أي ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونخنع ونخلع لك، ونترك من يكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد. . . ".
(٣) معنى حديث قدسي أخرجه مسلم (٢٥٧٧) عن أبي ذر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيما روى عن اللَّه تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. . . " الحديث.
(٤) الخنوع: الخضوع والذل. "الصحاح" للجوهري (٣/ ١٢٠٦). وانظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (٢/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>