للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قوله: (وَنُخَالِعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَكْفُرُكَ) (١).

أيْ: نترك مَن يعصيك ويلحد في أسمائك وصفاتك.

* قوله: (اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ).

ونحفد، أيْ: نسارع إليك في الطاعات، وأصل الحفد كما يقوله أهل اللغة إنما هو الجد في العمل والخدمة (٢) فَهُم يُسَارعون في طاعة اللَّه -سبحانه وتعالى-، ويتسابقون إلى ذلك؛ عملًا بقول اللَّه تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران: ١٣٣]، وقوله: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: ١٤٨].

* قوله: (نَرْجُو رَحْمَتَكَ، وَنَخَافُ عَذَابَكَ إِنَّ عَذَابَكَ بِالكُفَّارِ مُلْحِقٌ (٣) ").

كلمة "ملحق" فيها تحقيق لذلك، لكن يحتمل معناها الغفران أو التعذيب، لكنها في هذا المقام على نحو ما ذكرنا، وهي اسم فاعل.

* قوله: (وَيُسَمِّيهَا أَهْلُ العِرَاقِ السُّورَتَيْنِ، وَيُرْوَى أَنَّهَا فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (٤)) (٥).


(١) نخالع من يكفرك: أي نبغضه ونتبرأ منه ونطرحه ناحية فلا يكون منا في شيء. انظر: "المصباح المنير" للفيومي (١/ ١٧٨)، و"شرح غريب ألفاظ المدونة" للجبي (ص ٢٧).
(٢) الحفد: الخدمة والعمل، أي نعبدك ونسعى في طلب رضاك ونسرع إلى طاعتك. انظر: "غريب الحديث" للقاسم بن سلام (٣/ ٣٧٥)، "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ١١١)، "تهذيب اللغة" للأزهري (٤/ ٢٤٧).
(٣) ملحق: أي لاحق. واللحق: ما يلحق بالكتاب بعد الفراغ منه فتلحق به ما سقط عنه. ويجمع ألحاقًا. انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٤/ ٣٧).
(٤) قال ذلك ابن عبد البر. انظر: "الاستذكار" (٢/ ٢٩٥).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ١١٤) أن عليًّا كان يقنت بهاتين السورتين في الفجر، غير أنه يقدم الآخرة ويقول: اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك، ونخاف عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق، اللهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>