للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الصلاة فاستقبل القبلة ثم كبر" (١)، وفي روايةٍ أُخرى: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر مما معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا" (٢)، والاعتدال هو الاطمئنان، أيْ: يعود كل عضو إلى حالته السابقة، "ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تعتدل جالسًا" (٣).

إذًا، هذا نصٌّ صريح في هذه المسألة.

وثبت في الحديث الذي أخرجه أبو داود (٤)، والنسائي (٥)، والترمذي (٦) من حديث أبي مسعود البدري، أنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود"، وإقامة الظَّهر في الركوع والسجود إنما هي علامة الاطمئنان؛ لأن الإنسان لو سارع لا يمكن أن يطمئن أن يقيم ظهره لا في ركوع ولا في سجود؛ لأنه يركع ويرفع ويسجد ويرفع؛ فهذا لا يقيم ظهره.

وعليه فكلاهما دليلان على أن الاطمئنان مُتعيِّن، أما بالنسبة للآية وهي قوله سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: ٧٧]، فالواقع أنها حُجة للجمهور، وليس حجة للحنفية ومَن معهم؛


(١) أخرجه أبن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ٢٥٧) وغيره، عن رفاعة بن رافع وكان بدريًّا، قال: كنا جلوسًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فدخل رجل فصلى صلاة خفيفة لا يتم ركوعًا ولا سجودًا، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرمقه ونحن لا نشعر، قال: فصلى، ثم جاء فسلم على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "أعد فإنك لم تصل"، قال: ففعل ذلك ثلاثًا، كل ذلك يقول له: "أعد فإنك لم تصل"، فلما كان في الرابعة قال: يا رسول اللَّه، علمني فقد واللَّه اجتهدت، فقال: "إذا قمت إلى الصلاة فاستقبل القبلة، ثم كبر. . . ". وصححه الألباني في "صحيح النسائي" (٣/ ١٩٧).
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) تقدَّم تخريجه.
(٤) حديث (٨٥٥).
(٥) حديث (١٠٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>