للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن قد ثبت أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قدَّم يديه، وثبت أيضًا أنه قدَّم رُكبتيه، وجاء في هذه أحاديث وفي هذه أحاديث.

فمن الأحاديث التي جاءت في تقديم الرُّكبتين: حديث وائل بن حجر (١)، ومِن الأحاديث التي جاءت في تقديم اليدين: حديث أبي هريرة (٢).

ووردت أيضًا آثار عن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- في هذه، وهذه.

وبعض العلماء من المحققين حاولوا أن يدرسوا هذه المسألة، وأن يجمعوا ما فيها، وأن يدققوا البحث فيها، وأذكر منهم ابن القيم (٣) رحمه اللَّه ومعلوم أن ابن القيم عندما يدرس مسألة من المسائل فإنه يعني بتحقيقها وتدقيقها، وهو بذلك يأخذ برأي القائلين بتقديم الركبتين (٤)، ويرى أيضًا أن الحديث الذي جاء فيه تقديم اليدين حصل فيه قلب، أيْ: انقلب على الرواة (٥).


(١) سيأتي بعد قليل.
(٢) سيأتي بعد قليل.
(٣) يُنظر: "زاد المعاد" لابن القيم (١/ ٢١٥) وما بعدها.
(٤) يُنظر: "زاد المعاد" لابن القيم (١/ ٢٢٣) حيث ذكر ابن القيم أدلة على النزول بالركبتين، فقال: "وحديث وائل ابن حجر أولى من وجوه: أحدها: أنه أثبت من حديث أبي هريرة، قاله الخطابي وغيره. الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدم، فمنهم من يقول فيه: وليضع يديه قبل ركبتيه، ومنهم من يقول بالعكس، ومنهم من يقول: وليضع يديه على ركبتيه، ومنهم من يحذف هذه الجملة رأسًا. الثالث: أنه على تقدير ثبوته قد ادعى فيه جماعة من أهل العلم النسخ، قال ابن المنذر: وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين منسوخ، وقد تقدم ذلك. . . ".
(٥) المقلوب: هو ما رواه الشيخ بإسناد لم يكن كذلك، فينقلب عليه ويَنُطّ من إسناد حديث إلى متن آخر بعده. أو: أن ينقلب عليه اسم راو، مثل مرة بن كعب بـ كعب بن مرة،. . فمن فعل ذلك خطأ فقريب. ومن تعمد ذلك وركب متنًا على إسناد ليس له، فهو سارق الحديث، وهو الذي يقال في حقه: "فلان يسرق الحديث" انظر: "الموقظة"، للذهبي (ص ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>