للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بروك البعير؛ هل هو يقدم رجليه أو يديه؟

هم يقولون (١): "وليضع ركبتيه قبل يديه"، حصل فيه قلب هكذا يقولون، لكن جاءت آثار عن الصحابة تؤيد هذا وتؤيد هذا، وأحيانًا أيضًا الإنسان قد يحتاج أن يقدم يديه، فقد تلحقه مشقة بالنسبة للركبتين، وتجد مثلًا بعضهم يقول: إن تقديم اليدين فيه تجنب لِأَنْ يكفت الإنسان ثوبه؛ لأنَّ بعضهم إذا جاء على ركبتيه ربما يكف ثوبه ويرفعه، بينما إذا أقبل بيديه لا يحصل ذلك، لكن لا شك أن الأشهر هو تقديم الركبتين.

* قوله: (وَكانَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ) (٢).

ورد عن السلف هذا (٣)، وورد عنهم هذا.

* قوله: (وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الحَدِيثِ).

يقصد المؤلف أن بعض أهل الحديث، إنما هو الإمام الخطابي، وتكلم -رحمه اللَّه- عن هذا في شرحه على "سنن أبي داود"، فالمقصود هنا هو الإمام الخطابي وهو من علماء الحديث، بل من العلماء المحققين أصحاب الشأن.


(١) القائل ابن القيم، يُنظر: "زاد المعاد" لابن القيم (١/ ٢١٨) حيث قال: "وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة كما ذكرنا مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله، ولعله "وليضع ركبتيه قبل يديه" كما انقلب على بعضهم حديث ابن عمر "إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" فقال: "ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال"".
(٢) أخرجه البخاري معلقًا (١/ ١٥٩) قال: "وقال نافع: "كان ابن عمر يضع يديه قبل ركبتيه" وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣١٨) عن نافع، عن ابن عمر، أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه، وقال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يفعل ذلك. وقال محققه: "قال الألباني: إسناده صحيح وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ورجحه الحافظ على حديث وائل وعلقه البخاري"".
(٣) روي عن عمر أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه. يُنظر: "الأوسط" لابن المنذر (٣/ ٣٢٦) حيث قال: "قد اختلف أهل العلم في هذا الباب، فممن رأى أن يضع ركبتيه قبل يديه عمر بن الخطاب".

<<  <  ج: ص:  >  >>