للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بجوازها، وبعضهم يقول إنها سنة، أما الممنوع فهي الجلسة الثانية التي يجلس فيها على إليتيه ناصبًا ساقيه واضعًا يديه على الأرض، وبعضهم لا يذكرون اليدين ويقولون إن هذا هو الإقعاء المعروف في لغة العرب.

نُقل أيضًا عن بعض الصحابة العبادلة: "عبد اللَّه بن عمر، عبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن الزبير" (١) أنهم فعلوا ذلك، وقد نقل ذلك عنهم طاوس وكان يفعله، وذكر أنه تلقى هذا عن هؤلاء الصحابة، ولكن نُقل عن عبد اللَّه بن عمر أنه فعل ذلك، وقال: "لا تقلدوني فإني فعلت ذلك عندما كبرت" (٢)، لكن عبد اللَّه بن عباس عندما سُئل عن هذا النوع من الإقعاء قال: "هذه هي السُّنة" (٣)، ثم لما قيل له: إنا نرى ذلك جفاءً في الرجل، فقال: "سُنة نبيك".

وفي بعض الروايات: "سنة نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٤).

إذًا، هذا باختصار ما يتعلَّق بالإقعاء، لكن لا شك أن الأولى، والخروج من الخلاف هو ما جاء في جلسة الاستراحة، كالحال بالنسبة للتشهد الأول لما ورد في وصف ذلك عند الشافعية والحنابلة.

لكن مع ذلك، نجد أن الإقعاء لمَّا نقرأ ما نُقل عن الأئمة بالنسبة للإقعاء الأول الذي قلنا أن البيهقي حققه، وتابعه ابن الصلاح والنووي (٥)


(١) يُنظر: "الأوسط" لابن المنذر (٣/ ٣٥٨) حيث قال: "قال طاوس: رأيت العبادلة يفعلونه: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير".
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) أخرجه مسلم (٥٣٦) عن أبي الزبير، أنه سمع طاوسًا يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين، فقال: "هي السنة"، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل فقال ابن عباس: "بل هي سنة نبيك -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٤) أخرجه الترمذي (٢٨٣)، وقال: حديث حسن. وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (١/ ٢٨٣).
(٥) يُنظر: "المجموع شرح المهذب" (٣/ ٤٣٨ - ٤٣٩) حيث قال: " (فرع في الإقعاء). . . . . قال البيهقي فهذا الإقعاء المرضي فيه والمسنون على ما روينا عن ابن عباس وابن عمر هو أن يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض ويضع أليتيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>