للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* فائدة:

والقرَاءة المَعْروفة المشهورة {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}، بفَتْح التَّاء وضمِّ الباء من نَبَتَ يَنْبُتُ فعلٌ لازمٌ، وهنا لا استدلال فيها؛ لأن الفعل هنا قاصرٌ غير متعدٍّ، لكن (تُنْبِتُ) بضمِّ التاء، وكَسْر البَاء من "أنبَت" متعدِّية، دخلت عليها الهمزة.

• قوله: (وَلَا مَعْنَى لِإِنْكَارِ هَذَا فِي كلَامِ العَرَبِ، أَعْنِي كوْنَ البَاءِ مُبَعِّضَةً).

هذا ليس منكرًا، أي: كون الباء مبعَّضة، لكن كما قال في المسألة السابقة: إنَّنا نحتاج إلى مُرجِّحاتٍ، وهَذِهِ المُرَجِّحات إنَّما هي ظاهرةٌ، ومن المُرَجِّحات لماذا تفرق بين آية التيمم وبين هذه، مع أنَّ هذه فيها الباء، وهذه فيها الباء، ولماذا قلنا هناك بالاستيعاب، وهنا قلنا بالبعض؟

• قوله: (وَهُوَ قَوْلُ الكُوفِيِّينَ مِنَ النَّحْوِّيَينَ) (١).

هناك مدرستان معروفتان في اللغة بالنسبة للنحو:

١ - مدرسة البصريين، وهي المشهورة.

٢ - ومدرسة الكوفيين، وهي أيضًا مشهورة، ولكنها دون ذلك.

لَكن لا يلزم كمَا هو الحال بالنسبة للقول المشهور في المذاهب الفقهية أن يكون الحقُّ دائمًا مع البصريين، قَدْ يكون مع غيرهم، لكن الكلَّ صحيحٌ، فاللغة تدل على أن الباءَ تكون للإلصاق وهي ظاهرةٌ هنا، وتكون للتبعيض أيضًا.


(١) يُنظر: "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" (١/ ٧)؛ حيث قال: "كما وافق الكوفيين في نيابة حروف الجر بعضها عن بعضٍ، وفي مجيء الباء بمعنى: "مِنْ"، التي تفيد التبعيض، مثل: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".

<<  <  ج: ص:  >  >>