للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال بعضهم: هم قومٌ أنكروا صفات اللَّه سبحانه وتعالى، وقالوا: بأنَّ اللَّهَ لا يتكلم، وقالوا بخلق القرآن.

وقال آخرون: هم صنف من الشيعة، أو غير ذلك، فالعلماء لهم أقوال، لكنَّ الخشبية فرقة مُنحرفة (١).

فسُئل عبد اللَّه بن عمر عن ذلك -وهذا من حيث العموم- فقال: "مَن قال: حيَّ على الصلاه أجبناه، ومن قال: حي على الفلاح أجبناه، ومَن قال: حي على قَتل المسلم. قلنا: لا" (٢).

وهو مذهبنا بالنسبة للصلاة في العموم؛ فقد نُقل عن الإمام أحمد أنَّه كان يصلي وراء المعتزلة (٣).

وهذا في الصلوات العامة؛ كصلوات الجمع، وكذلك العيدين،


(١) الذين أنكروا صفات اللَّه وقالوا بخلق القرآن: هم الجهمية والمعتزلة. لكن الخشيبية -كما سبق- هم فرقة من الروافض، ومعلوم أن الروافض لا يَرون أن الكتاب الذي بين يدي المسلمين هو القرآن الذي هو كلام اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إنَّما يزعمون أنه بُذَل وحُرِّف، ولذلك لا يعترفون به.
قال ابنُ حزم في ذكر أصلهم: "الروافض ليسوا من المسلمين إنما هي فِرق حَدَث أولها بعد موت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بخمس وعشرين سنة، وكان مبدؤها إجابة من خذله اللَّه تعالى لدعوة من كاد الإسلام، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر، وهي طوائف أشدهم غلوًّا يقولون بإلهية علي بن أبي طالب، وأقلهم غلوّا يقولون: إِن الشمس رُدَّت على علي بن أبي طالب مرتين". انظر: "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (٢/ ٦٥)، و"إيثار الحق على الخلق"، لابن الوزير (ص: ١١٩، ١٢٠).
(٢) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ١٧٤)، عن نافع قال: "كان ابن عمر يسلم على الخشبية والخوارج وهم يقتتلون، فقال: مَن قال: حيَّ على الصلاة أجبتُه، ومن قال: حي على الفلاح أجبتُه، ومن قال: حيَّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله. قلت: لا".
(٣) يُنظر: "المغني"، لابن قدامة (٢/ ١٣٩، ١٤٠)، وفيه قال: "فأمَّا الجمع والأعياد فإنَّها تُصلى خلف كل بر وفاجر، وقد كان أحمد يَشهدها مع المعتزلة، وكذلك العلماء الذين في عصره".

<<  <  ج: ص:  >  >>