للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصف الرجل، أو أنَّها في بعض أنواع الشهادات شهادتها على النصف من الرجل، أو أنَّها لا تتولى الإمارة، أو أنَّها لا تتقدم الناس في صلاة الجماعة - أنها ليست مكرمة.

فهذه الأمور وإن كانت تدل على نقص المرأة؛ فإنما هو نقص يتعلَّق بمطالبتها ببعض الأحكام، لكنها في ذاتها مكرمة معززة، ويكفي في ذلك أن النساء إنَّما هن أمهات الرِّجال، ولما سُئل الرَّسُول -صلى اللَّه عليه وسلم-: مَن أَحَقُّ الناس بحسن صحابتي؟ ذكر أمه مرارًا، وفي الأخيرة قال: "ثم أبوك" (١).

ذلكم دليل على مكانة المرأة، وأنَّ الجنة تحت أقدام الأمهات (٢)، وأنَّ الرَّسُول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال للرجل الذي أراد أن يجاهد وعنده أبواه: "ففيهما فجاهد" (٣).


= رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الرجل يجد البلل ولا يَذكر احتلامًا. قال: "يغتسل"، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد البلل. قال: "لا غسل عليه". فقالت أم سليم: المرأة ترى ذلك أعليها غسل؟ قال: "نعم؛ إنَّما النساء شقائق الرجال""، وضعفه الألباني في "مشكاة المصابيح" (٤٤١).
(١) معنى حديث أخرجه البخاري (٥٩٧١)، ومسلم (٢٥٤٨/ ١) عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: "جاء رجل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، مَن أَحَقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أمك". قال: ثم من؟ قال: "ثم أبوك"".
(٢) أخرج القضاعي في "مسند الشهاب" (١/ ١٠٢)، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وضعفه الألباني في "الجامع الصغير" (٢٦٦٦).
وجاء بلفظ آخر صحيح أخرجه النسائي (٣١٠٤) في "سننه" وغيره، عن معاوية بن جاهمة السلمي "أن جاهمة جاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: "هل لك من أم؟ ". قال: نعم، قال: "فالزمها؛ فإنَّ الجَنَّة تحت رجليها""، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (٤٩٣٩).
(٣) أخرجه البخاري (٣٠٠٤) ومسلم (٢٥٤٩/ ٥) عن عبد اللَّه بن عمرو -رضي اللَّه عنهما-، يقول: "جاء رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أَحِيٌّ والداك؟ "، قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد"".

<<  <  ج: ص:  >  >>