وانظر في مذهب الشافعية: "التهذيب في فقه الإمام الشافعي"، للبغوي (٢/ ٢٨١)، وفيه قال: "والسُّنة للقوم: أن يَصِلوا الصفوف، ويتموا الصف الأول، ويقفوا بقرب الإمام، ويختاروا يمين الإمام؛ لما روي عن جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ألا تصفُّون كما تصُف الملائكة عند ربِّها؟! ". قلنا: يا رسول اللَّه، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمُّون الصفوف الأولى ويتراصّون في الصَّفِّ". وانظر في مذهب الحنابلة: "كشاف القناع"، للبهوتي (١/ ٣٢٨، ٣٢٩)، وفيه قال: " (و) يسن (تراص المأمومين، وسد خلل الصفوف)؛ لِتُشبه صفوف المجاهدين، (فلو ترك القادر) الصف (الأول فالأول كره) له ذلك، قال في "الإنصاف": على الصحيح من المذهب، وهو المشهور أيضًا، (والصف الأول) للرجال أفضل؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لتكونوا في الذي يليني"، (ويمنة كل صف للرجال أفضل) من يَسرته، أي: صلاة المأمومين من جهة يمين الإمام أفضل من صلاتهم جهة يساره، إذا كانوا رجالًا". (١) أخرجه أبو داود (٦٧١)، وغيره، عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أَتِمُّوا الصَّفَّ المُقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المُؤخر"، وصححه الألباني في: "مشكاة المصابيح" (١٠٩٤).