للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفوف (١)، وكذلك إلصاق الأقدام بعضها ببعض، وكذلك المناكب (٢)، لذلك كان الرَّسُول -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لَتُسَوُّن صفوفكم، أو لَيُخالفن اللَّهُ بين وجوهكم" (٣).

وكذلك: "أَلَا تَصُفُّون كما تَصُفُّ الملائكة، يُتِمُّون الصَّفَّ الأول فالأول" (٤).

وهناك أحاديث عِدَّة تحضُّ على تسوية الصفوف والعناية بها؛ لأنَّ الرَّسُول عليه الصلاة والسلام قال: "سَوُّوا صفوفَكم؛ فإنَّ تسوية الصف من تمام الصلاة" (٥).

إذًا، هذا أمر: "سَوُّوا صفوفكم"، ثم ذكر العلة فقال: "فإنَّ تسوية الصَّفِّ مِن تمام الصلاة"؛ أي: من كمالها، وهذه رواية متفق عليها (٦)،


(١) من ذلك ما أخرجه البخاري (٧١٩)، عن أنس بن مالك، قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بوجهه، فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا؛ فإني أراكم من وراء ظهري".
(٢) أخرج البخاري (٧٢٥)، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أقيموا صفوفكم؛ فإني أراكم من وراء ظهري، ووإن أحدُنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه".
(٣) أخرجه البخاري (٧١٧)، ومسلم (٤٣٦/ ١٢٧).
وفي رواية: "بين قلوبكم". أخرجه أبو داود (٦٦٢) عن النعمان بن بشير، قال: "أقبل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على الناس بوجهه، فقال: "أقيموا صفوفكم" ثلاثًا، "واللَّهِ لتُقيمن صفوفكم، أو ليُخالفن اللَّه بين قلوبكم". قال: فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه". وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (١١٩١).
(٤) أخرجه مسلم (٤٣٠/ ١١٩)، عن جابر بن سمرة، وفيه قال: "أَلَا تَصُفُّون كما تَصف الملائكة عند ربها؟ ". فقلنا: يا رسول اللَّه، وكيف تصف الملائكة عند ربِّها؟ قال: "يُتِمُّون الصُّفوف الأول، وبتراصون في الصف".
(٥) أخرجه مسلم (٤٣٣/ ١٢٤)، عن أنس بن مالك. وأخرجه البخاري (٧٢٣)، بلفظ: "فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة".
(٦) هذه الرواية أخرجها مسلم فقط كما سبق. ولفظ البخاري: "من إقامة الصلاة".

<<  <  ج: ص:  >  >>