(٢) قال الآمدي: "النسخ في اللغة: قد يُطْلق بمَعْنى الإزالة، ومنه يُقَال: نسخت الشمسُ الظِّلَّ، أي: أزالته، ونسخت الريح أثر المشي، أي: أزالته، ونسخ الشَّيب الشباب إذا أزاله، ومنه: تناسخ القرون والأزمنة، وقد يُطْلق بمعنى: نقل الشيء وتحويله من حالةٍ إلى حالةٍ مع بقائِهِ في نفسه. أما اصطلاحًا فهو: الخطاب الدَّال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجهٍ لولاه لكان ثابتًا مع تراخيه عنه". انظر: "الإحكام في أصول الأحكام" (٣/ ١٠٢ - ١٠٥). (٣) انظر: "شرح التلقين" (١/ ٦٧٥). (٤) معنى هذا الكلام: أن بعض المالكية الذين قالوا بجَوَاز إمامة القاعد رَدُّوا على حديث أنسٍ وحديث عائشة الَّتي فيها الاقتداء بالإمام في هيئته قيامًا وجلوسًا، فقالوا: نُسِخَ هذا بفعله -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ إمامتِهِ للناس حال قُعُوده، كَمَا في حديث عائشة، وهَذَا كان في مرضه الأخير. قال القاضي عياض: "وعندنا قَوْلان في صحة إمامة الجالس لعذرٍ بالقيام: أحدهما: إجَازة ذلك؛ تعلقًا بإمامة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس في مرضه الَّذي مات فيه على أحد التأويلين أنه الإمام دون الصّدِّيق. =