للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (وَالسَّبَبُ فِي اخْتِلَافِهِمْ: اخْتِلَافُ الآثَارِ فِي ذَلِكَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ قَالَ: "كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الجمعة إِذَا جَلَسَ الإِمَامُ عَلَى المِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمَّا كَانَ زَمَانُ عُثْمَانَ، وَكثُرَ النَّاسُ، زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ" (١)) (٢).

لماذا زاد عثمان النداء؟

لأنَّ الناسَ قد كثروا، فاحتاجوا لأن يستعدوا للجمعة بوقتٍ كاف.

* قوله: (وَرُوِيَ -أيضًا- عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ قَالَ: "لَمْ يَكُنْ يَوْمَ الجُمُعَة لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَّا مُؤَذِّن وَاحِدٌ" (٣)، وَرُوِيَ -أيضًا- عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، أَنَّهُ قَالَ: "كَانَ الأذانُ يَوْمَ الجمعةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أذانًا وَاحِدًا حِينَ يَخْرُجُ الإمام، فَلَمَّا كَانَ زَمَانُ عُثْمَانَ وَكَثُرَ النَّاسُ فَزَادَ الأَذَانَ الأَوَّلَ؛ لِيَتَهَيَّأَ النَّاسُ لِلْجُمُعَة" (٤). وَرَوَى ابْنُ حَبِيبٍ: "أَنَّ المُؤَذِّنِينَ كَانُوا يَوْمَ الجُمُعَة عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ثَلَاثَةً" (٥).


= عن البيع بعد النداء، وهو ظاهر في التحريم؛ لأنه يشغل عن الصلاة، ويكون ذريعة إلى فواتها أو فوات بعضها فلم ينعقد".
(١) الزوراء -ممدود وبعد الواو راء- هو: موضع بالمدينة عند السوق قرب المسجد. وذكر الداودي أنه مرتفع كالمَنارء انظر: "مشارق الأنوار"، للقاضي عياض (١/ ٣١٥).
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) أخرجه أبو داود (١٠٨٩) وغيره، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (٩٩٩).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٣/ ٢٠٦)، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب.
(٥) ذُكرت هذه الرواية في: "النوادر والزيادات"، لابن أبي زيد (١/ ٤٦٧)، حيث قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>