(٢) أخرجه البخاري (٩٣٣)، واللفظ له، ومسلم (٨/ ٨٩٧)، عن أنس بن مالك، قال: أصابت الناس سَنَةٌ على عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبينا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب في يوم جمعة قام أعرابي، فقال يا رسول اللَّه: هلك المال وجاع العيال، فادع اللَّه لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قَزَعَةً، فوالذي نفسي بيده، ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال. . . الحديث". (٣) وهو قول الشافعية في الجديد ووجه عند الحنابلة. أما الأحناف والمالكية فقالوا بوجوب الإنصات. انظر في مذهب الشافعية: "فتح العزيز بشرح الوجيز"، للرافعي (٤/ ٥٨٧)، وفيه قال: "وقال في الجديد: الإنصات سنة والكلام ليس بحرام؛ لما روي "أن رجلًا دخل والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة، فقال: متى الساعة فأومأ الناس إليه بالسكوت فلم يقبل وأعاد الكلام". والاستدلال أنه لم ينكر عليه ولم يبين له وجوب السكوت. . . ". وانظر في مذهب الحنابلة: "مطالب أولي النهى"، للرحيباني (١/ ٧٨٩)، وفيه قال: " (و) حل كلام أيضًا (لمن كلمه) الخطيب (لمصلحة)؛ لحديث أنس. "وكلم -صلى اللَّه عليه وسلم- سليكًا وكلمه هو". ولأنه حال كلامه الإمام، وكلام الإمام إياه لا يشغل عن سماع الخطبة".