للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به كذلك خلفاؤه؛ فأبو بكر كان يشتغل بها وهو خليفة (١)، وكذلك عثمان -رضي اللَّه عنهم- (٢).

والتجارة إذا صاحبَها الصِّدْقُ والإخلاص، فكما جاء في الحديث: "البيِّعَان بالخيار ما لم يتفرَّقا، فإن بيَّنا ما في بيعهما من عيب أو غيره وصدقَا بُورك لهما في بيعهما، وإن كذبا في البيع وكتما العيب مُحِقت بركة بيعهما" (٣).

وكم قد أعتق الصحابة من المملوكين (٤)، وجهز عثمان جيش العسرة (٥)، وقصة عبد الرحمن بن عوف عندما جاء إلى المدينة المنورة، وأراد أخوه من الهاجرين (٦) أن يقاسمه، قال: لا، دُلني على السوق؛


(١) قال الصالحي: "كان أبو بكر منشؤه بمكَّة لا يخرج منها إلا لتجارة، وكان ذا مال جزيل في قومه، وثروة تامة وإحسان وتفضَّل فيهم، وكان من رؤساء قريش في الجاهلية، وأهل مشاورتهم، ومحببًا فيهم وأعلم لمعالمهم، فلما جاء الإسلام آثره على ما سواه، ودخل فيه أكمل دخول، وكان من أعفِّ الناس فى الجاهليِّة". انظر: "سبل الهدى والرشاد"، (١١/ ٢٥١).
(٢) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٣/ ٤٤)، وفيه: كان عثمان رجلًا تاجرًا في الجاهلية والإسلام وكان يدفع ماله قراضًا.
(٣) أخرجه البخاري (٢٠٧٩)، ومسلم (١٥٣٢/ ٤٧)، عن حكيم بن حزام -رضي اللَّه عنه-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، -أو قال: حتى يتفرقا- فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما".
(٤) من ذلك ما أخرجه البخاري (٣٧٥٤)، عن جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهما-، قال: كان عمر يقول: "أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا، يعني بلالًا".
(٥) أخرجه البخاري (٢٧٧٨)، عن أبي عبد الرحمن، أن عثمان -رضي اللَّه عنه- حين حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم اللَّه، ولا أنشد إلا أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ألستم تعلمون أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من حفر رومة فله الجنة"؟ فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال: "من جهز جيش العسرة فله الجنة"؟ فجهزتهم، قال: فصدقوه بما قال. . . الحديث".
(٦) الهاجري أيضًا: "من لزم الحضر، وهذا على حقيقته، فإن الهجرة عندهم هي الانتقال من البدو إلى القرى". انظر: "تاج العروس" للزبيدي (١٤/ ٤٠٨).
أو النسبة إلى هجر باعتبار أنها من المدينة. قاله ابن منظور في: "لسان العرب" (٥/ ٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>