للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس من القائلين بأربعة برد (١)، أي: ما يقرب من ثمانين كيلو مترًا، ونقل عن عبد اللَّه بن عمر من طريق صحيح أنه كان يخرج إلى أرض له كان يخرج إليها، تبعد ثلاثين ميلًا فقط فيقصر (٢)، وربما لو كانت أقل لقصر أيضًا (٣).

وعن أنس أنه قصر في خمسة عشر ميلًا (٤)، وعن عمر أنه قصر بذي الحليفة (٥)، وذو الحليفة -كما هو معلوم- لا تزيد عن عشرة إلى اثني عشر كيلو مترًا، وقد أصبحت الآن داخلة في المدينة (٦)، فهي ديار على المعروفة الآن (٧).


= (٣/ ١٩٥)، عن نافع، عن سالم بن عبد اللَّه، "أن أباه عبد اللَّه بن عمر ركب إلى ذات النصب فقصر الصلاة في مسيره ذلك". قال مالك: وبين ذات النصب والمدينة أربعة برد.
(١) أخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٥٢٥)، عن سالم، أن ابن عمر سافر إلى ريم فقصر الصلاة، وهي مسيرة ثلاثين ميلًا.
(٢) بل ثبت عنه أنه لم يقصر، فقد أخرج مالك في "الموطإ" (١/ ١٤٨)، عن نافع، أنه كان "يسافر مع ابن عمر البريد فلا يقصر الصلاة". والبريد اثنا عشر ميلًا.
(٣) أخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٤/ ٤٣٠)، عن ابن سيرين، قال: خرجت مع أنس إلى بني سيرين في سفينة عظيمة. قال: فأمنا، فصلى بنا فيها جلوسًا ركعتين، ثم صلى بنا ركعتين أخراوين. وفي "المحلى" لابن حزم (٢/ ٤٤)، وهي خمسة فراسخ.
(٤) تقدَّم. وهو مروي أيضًا عن أنس، أخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٥/ ٣٥٣)، عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة، سمعا أنسًا يقول: صليت مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الظهر بالمدينة أربعًا وبذي الحليفة العصر ركعتين.
(٥) "ذو الحُليفة": بضم الحاء وفتح اللام والفاء أحد المواقيت وهي من المدينة على ستة أميال، وقيل: سبعة وهو ماء من مياه بني جشم بينهم وبين خفاجة العقلين. انظر: "مشارق الأنوار"، للقاضي عياض (١/ ٢٢١).
(٦) انظر: "النفحة المسكية"، لأبي البركات السويدي (ص: ٣١٤)، وفيه: "ذو الحليفة: تسميها الناس بآبار علي، ويزعمون أنه قاتل الجن فيها".
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٥/ ٣٥٢)، عن النزال؛ أن عليًّا خرج إلى النخيلة فصلى بها الظهر والعصر ركعتين، ثم رجع من يومه فقال: أردت أن أعلمكم سنة نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ٥٣٠)، عن عبد الرحمن بن زيد الفايشي قال: "خرجنا مع علي إلى صفين فصلى ركعتين بين القنطرة والجسر".

<<  <  ج: ص:  >  >>