(٢) اختلف العلماء هل الفطر في رمضان أفضل للمسافر أم الصوم. فالجمهور على أن الصوم أفضل، وخالف الحنابلة، فقالوا الفطر أفضل. انظر في مذهب الأحناف: "التجريد"، للقدروي (٣/ ١٥١٣)، وفيه قال: "قال أصحابنا: الصوم في السفر إذا لم يستضر به أفضل من الفطر". وانظر في مذهب المالكية: "حاشية الدسوقي" (١/ ٥١٥)، وفيه قال: " (قوله وصوم بسفر)، أي: يندب للمسافر أن يصوم في سفره المبيح للفطر وسيأتي شروطه؛ لقوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ويكره الفطر". وانظر في مذهب الشافعية: "أسنى المطالب"، لزكريا الأنصاري (١/ ٤٢٣) وفيه قال: " (والصوم للمسافر أفضل) من فطره {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: ١٨٤] ولبراءة الذمة وفضيلة الوقت". وانظر في مذهب الحنابلة: "كشاف القناع"، للبهوتي (٥/ ٢٢٦) وفيه قال: "والمسافر سفر قصر يسن له الفطر إذا فارق بيوِت قريته العامرة. . لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ويكره صومه ولو لم يجد مشقة لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ليس من البر الصوم في السفر"". (٣) أخرجه البخاري (١٩٤٦) بلفظ: "ليس من البر الصوم في السفر"، ومسلم (١١١٥) بلفظ: "ليس البر أن تصوموا في السفر". (٤) تقدَّم تخريج هذا الحديث.