للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (وَبِالقَوْلِ الأَوَّلِ قَالَ الجُمْهُورُ).

جمهور العلماء قاطبة قالوا بالقول الأول (١)، وهو الصحيح.

* قوله: (وَالسَّبَبُ فِي هَذَا الِاخْتِلَافِ: مُعَارَضَةُ مَفْهُومِ الِاسْمِ لِدَلِيلِ الفِعْلِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا شَرَعَ فِي السَّفَرِ فَقَدِ انْطَلَقَ عَلَيْهِ اسْمُ مُسَافِرٍ) (٢).

يعني: أن الإنسان إذا هيَّأ نفسه للسفر، وأعد العدة بأن يعد حقيبته مثلًا، فهو الآن قد بدأ في السفر، ومتى ما خرج فقد أصبح مسافرًا.

* قوله: (فَمَنْ رَاعَى مَفْهُومَ الِاسْمِ (٣) قَالَ: إِذَا خَرَجَ مِنْ بُيُوتِ القَرْيَةِ قَصَرَ).

قال اللَّه سبحانه وتعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ} [النساء: ١٠١]، ومن يخرج من بلدته فقد بدأ بالضرب في الأرض، ففي الآية إذن دلالة على أن القصر يبدأ بمغادرة بلده (٤)، أما وهو في بلده فلا يعتبر ضربًا في الأرض، وإنما هو بين أهله وذويه (٥).


(١) تقدَّم النقل عنهم قريبًا.
(٢) انظر: "كشاف القناع"، للبهوتي (١٢/ ٣٧٦) وفيه قال: "فسافر أي شرع في السفر بأن فارق بيوت قريته العامرة مريدًا السفر مسافة القصر".
(٣) وهم الجمهور كما مر قريبًا النقل عنهم.
(٤) انظر: "محاسن التأويل" للقاسمي (٣/ ٣٠٨) وفيه قال: "ومن خرج من بلده قاصدًا إلى محل، يعد في مسيره إليه مسافرًا، قصر الصلاة".
(٥) انظر: "المغني"، لابن قدامة (٢/ ١٩١، ١٩٢)، وفيه قال: "قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ}، فيه أنه لا يكون ضاربًا في الأرض حتى يخرج، وقد روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه كان يبتدئ القصر إذا خرج من المدينة. قال عبد الرحمن الهمذاني: خرجنا مع علي -رضي اللَّه عنه- مخرجه إلى صفين، فرأيته صلى ركعتين بين الجسر وقنطرة الكوفة. وقال البخاري: خرج علي فقصر، وهو يرى البيوت، فلما رجع قيل له: هذه الكوفة. قال: لا حتى ندخلها".

<<  <  ج: ص:  >  >>