للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث عبد اللَّه بن عمر أيضًا أنه قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا جدَّ به السير جمع بين المغرب والعشاء" (١).

وكذلك جاء في حديث أنس قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى صلاة الظهر، فإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى يأتي وقت العصر فينزل فيجمع بينهما" (٢).

وكذلك ما جاء في حديث معاذ في قصة غزوة تبوك، فإنه وصف لنا ما كان عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنه كان -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر، فإن ارتحل قبل أن تزيغ أخَّر الظهر إلى وقت العصر فجمع بينهما، وكذلك الحال بالنسبة للمغرب إذا غربت الشمس قبل أن يرتحل صلى المغرب والعشاء، فجمع بينهما فإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخَّر المغرب فجمع بينها وبين العشاء (٣). والأدلة في ذلك كثيرة جدًا.

* قوله: (وَأَمَّا الجَمْعُ فَإِنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ، إِحْدَاهَا: جَوَازُهُ. وَالثَّانِيَةُ: فِي صِفَةِ الجَمْعِ).


= السفر، يؤخر الظهر إلى أول وقت العصر، فيجمع بينهما، ويؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء، حين يغيب الشفق" وهذا لفظ مسلم.
(١) أخرجه البخاري (١١٠٦)، ومسلم (٧٠٣) بلفظ: "كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يجمع بين المغرب والعشاء إذا جد به السير".
(٢) أخرجه البخاري (١١١١)، ومسلم (٧٠٤) بلفظ: "كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أُخِّر الظهر إلى وقت العصر، ثم يجمع بينهما، وإذا زاغت صلى الظهر ثم ركب".
(٣) أخرجه أبو داود (١٢٠٨) بلفظ: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس، أُخِّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك: إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس أُخِّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما"، وصححه الألباني في "مشكاة المصابيح" (١٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>