الذين يقولون بعدم البطلان؛ لأنَّك كي تحكم على بطلان صلاة دخلت بها تحتاج إلى دليل، ولم يردْ نصٌّ يدلُّ على ذلك، بل الأدلة التي قامت دلَّت على خلاف ذلك.
وقد ورد في ذلك حديث، لكنَّه ضعيف، وليس فيه أنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- تذكَّر ذلك أثناء الصلاة وأبطلها، وإنَّما فيه أنَّه صلى صلاة المغرب، ثم سأل:"أصليت العصر؟ "، قالوا: ما صليتها، فعاد فصلى العصر، ثم أعاد بعد ذلك المغرب (١).
فلم يرد دليل على أنَّه صلى اللَّه عليه وسلم دخل في صلاة ثم قطعها فيما أعلم.
وأنَا مع المؤلف بالنسبة لما ذهب إليه المالكية، وليس على إطلاقه في ترتيب المنسيات، أمَّا ترتيب المنسيات فلعلَّ المؤلف أشار إلى ما حصل يوم الخندق، لكن لعل المؤلف ما وقف على حديث جابر المتفق عليه؛ لأنَّ ما يستدلّ به الذين يقولون بسقوط الترتيب يحاولون تضعيف أحاديث أنَّ الرسول قضى أربع صلوات، ولم يضعِّفوا حديث جابر، لأنَّه متَّفق عليه، فلم يتكلموا فيه من حيث الورود، لكن قالوا: يحمل ذلك على الاستحباب.
* قوله:(إِلَّا الجَمْعُ عِنْدَ مَنْ سَلَّمَهُ).
كأنَّه يريد أن يقول: ليس لديَّ دليل يدلُّ على الترتيب بين المقضيات، ولا بين الحاضرة والمقضية، إلَّا ما يتعلَّق بالجمع بين الصلاتين.
فالجمع بين الصلاتين هو أداءٌ للصلاتين في وقت إحداهما، فمثلًا:
(١) أخرجه أحمد في "المسند" (١٦٩٧٥). وضعفه الألباني في "الإرواء" (٢٦١).