للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضًا عن بعض السلف من التابعين وغيرهم (١) أنه يسجد مع الإمام؛ لأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إِنَّمَا جُعِلَ الإمامُ ليُؤْتَمَّ بهِ". "صحيح البخاري" (٢).

وقد ورد في ذلك حديثٌ ضعيف أورده الدارقطني، نصٌّ في هذه المسألة "بأن من سبقه إمامه فإنه يسجد معه فيما إذا سها" (٣). لكن الحديث فيه كلام (٤).

لكن يستدل على ذلك بعموم الحديث: "إِنَّمَا جُعِلَ الإمامُ ليُؤْتَمَّ بهِ" إلى أن قال: "وإذا سجَدَ فاسجُدُوا". "صحيح البخاري".

وهنا قد سجد فينبغي أن يسجد معه، ثم بعد ذلك يقوم، فيأتي بما فاته من الصلاة، ثم يجلس للتشهد ويُسلم. هذا هو دليل الذين يرون أنه يسجد معه.

* قوله: (وَسَوَاءٌ أَكَانَ سُجُودُهُ قَبْلَ السَّلَامِ أَم بَعْدَهُ، وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ، وَالحَسَن وَالنَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَأَبُو ثَوْرٍ (٥)، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ (٦).


(١) سيأتي.
(٢) تقدَّم تخريجه.
(٣) لم أقف على هذا المعنى الذي ذكره الشارح، وأقرب ما وقفت عليه ما أخرجه الدارقطني في "سننه" (٢/ ٢١٢) عن ابن عمر، ولفظه: "ليس على من خلف الإمام سهو، فإن سها افي الإمام فعليه وعلى من خلفه السهو، وإن سها من خلف الإمام فليس عليه سهو والإمام كافيه".
(٤) ضعفه الألباني في "إرواء الغليل" (٤٠٤).
(٥) انظر: "المغني"، لابن قدامة (٢/ ٣٢)، وفيه قال: "وإذا كان المأموم مسبوقًا فسها الإمام فيما لم يدركه فيه، فعليه متابعته في السجود، سواء كان قبل السلام أو بعده. روي هذا عن عطاء، والحسن، والنخعي، والشعبي، وأبي ثور، وأصحاب الرأي".
(٦) انظر: "البحر الرائق"، لابن نجيم (٢/ ١٠٧)، وفيه قال: " (قوله: وبسهو إمامه لا بسهوه) معطوف على قوله: "بترك واجب"؛ فأفاد أن السجود له سببان: إما ترك الواجب: أو سهو إمامه؛ فإنه يجب عليه متابعته إذا سجد؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- سجد له وتبعه القوم، ولأنه تبع لإمامه فيلزمه حكم فعله كالمفسد ونية الإقامة أطلقه، فشمل ما إذا كان مقتديًا به وقت السهو أو لم يكن وما إذا سجد =

<<  <  ج: ص:  >  >>