للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* قوله: (رَأَيْنَا أَنْ نُفْرِدَ القَوْلَ فِي وَاحِدَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ، وَهِيَ بِالجُمْلَةِ عَشْرٌ: رَكْعَتَا الفَجْرِ. . .).

أما ركعتا الفجر، فقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رَكْعَتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها" (١).

وهاتان الركعتان جاء النَّصُّ بتَخْفيفهما (٢)، فلا نحتاج إلا دَقَائق معدودة، وَمَعَ ذلك؛ فهي خيرٌ من الدنيا وما فيها، وفي روايةٍ أن رسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ركْعتَا الفجرِ أحبُّ إليَّ من الدُّنيا وما فيها" (٣)، ماذا تنفعك الدنيا لو جمعت أموالًا عظيمةً مع تفويت ذلك الخير؟!

إِنْ جَمعت المالَ من طريق حلال، وأنفقتَه في أوجه البر، وأديت ما يجب عليك من زَكَاةٍ وغيرها، وزدت في الصدقات والنفقات، فإنك تُثَاب على ذلك؛ ذهب أهل الدثور بالأجور (٤).

وَلَكن ماذا إذا لم يُوضِعِ المال في مصارفه؛ قال تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ


(١) أخرجه مسلم (٧٢٥/ ٩٦)، عَنْ عائشة، عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "رَكْعَتا الفَجْر خَيرٌ من الدُّنيا وما فيهَا".
(٢) أخرجه البخاري (٦١٨)، واللفظ له، ومسلم (٧٢٣/ ٨٨)، عَنْ عبد اللَّه بن عمر، قال: أَخْبَرتني حفصة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا اعتكف المؤذن للصبح، وبدا الصبح، صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تُقَام الصلاة.
(٣) أخرجه مسلم (٧٢٥/ ٩٧)، عن عائشة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنه قال في شأن الركعتين عند طلوع الفجر: "لَهُمَا أحب إليَّ من الدنيا جميعًا".
(٤) معنى حديث أخرجه البخاري (٨٤٣) ومسلم (٥٩٥/ ١٤٢) عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، يصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموالٍ يحجُّون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون، قال: "ألَا أُحدِّثكم إنْ أخذتم أدركتم مَنْ سبقكم، ولم يُدْرككم أحدٌ بعدكم، وكنتم خيرٌ من أنتم بين ظهرانيه إلَّا مَنْ عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثينَ. . . ". الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>