للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه مسألة أُخرى ذكر المؤلف فيها القولين المَشهورين: أنَّ التراويح تُصلى عشرينِ ركعة، ثم بعد ذلك تُتبع بثلاث ركعات هي الوتر؛ فيكون المجموع ثلاثًا وعشرين ركعة؛ عشرون ركعة بعشر تسليمات، ثم بعد ذلك الوتر (١).

والإمام مالك له قولٌ آخر (٢): أنها تَبلغ ستًّا وثلاثين، وفي رواية أنه يُضاف إليها الوتر خمس ركعات، فيكون المجموع إحدى وأربعين (٣)،


(١) ذهب جمهور الفقهاء -من الحنفجة، والشافعية، والحنابلة، والمالكية في رواية- إلى أنَّ التراويح عشرون ركعة.
مذهب الحنفية، يُنْظَر: "حاشية ابن عابدين - رد المحتار" (٢/ ٤٥)، حيث قال: " (قوله: وهي عشرون ركعة) هو قول الجمهور، وعليه عمل الناس شرقًا وغربًا".
مذهب بعض المالكية، يُنْظَر: الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (١/ ٣١٥)، حيث قال: "وهي (ثلاث وعشرون) ركعة بالشفع والوتر، كما كان عليه العملُ. قال الدسوقي: أي: عمل الصحابة والتابعين".
مذهب الشافعية، يُنْظَر: "أسنى المطالب" لزكريا الأنصاري (١/ ٢٠٠) حيث قال: " (وهي عشرون ركعة) بعشر تسليمات في كل ليلة من رمضان، والأصل فيها خبر "الصَّحيحين" عن عائشة: "أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- صَلَّاها ليالي فصلوها معه، ثم تأخَّر وصَلَّى في بيته باقي الشهر".
مذهب الحنابلة، يُنْظَر: "كشاف القناع" للبهوتي (١/ ٤٢٥)، حيث قال: "وهي (عشرون ركعة في رمضان)؛ لما روى مالك، عن يزيد بن رومان، قال: "كان الناس يقومون في زمن عمر في رمضان بثلاث وعشرين ركعة"، والسر فيه: أن الراتبة عشر، فضوعفت في رمضان؛ لأنه وقت جِد، وهذا في مَظِنَّة الشهرة بحضرة الصحابة، فكان إجماعًا".
(٢) في المشهور عنه، يُنْظَر: "عيون المسائل" للقاضي عبد الوهاب (ص ١٦٠) حيث قال: "عدد التراويح عند أهل المدينة تِسع ترويحات، وهي سِتٌّ وثلاثون ركعة، ثمَّ يُوترون بثلاث ركعات، فذلك: تسع وثلاثون".
(٣) يُنْظَر: "مختصر قيام الليل" للمَرْوَزِي (ص ٢٢١)، حيث روى عن ابن أبي ذئب، عن صالح مَوْلَى التَّوأمة، قال: "أدركتُ الناس قبل الحرة يقومون بإحدى وأربعين ركعة، يُوترون منها بخمس، قال ابن أبي ذئب: فقلت: لا يُسَلِّمون بينهن؟ فقال: بل يُسَلِّمون بين كل ثنتين ويوترون بواحدة، إلا أنهم يصلون جميعًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>