للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا يتبين أن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، وآيات اللَّه كثيرة.

وفي كلِّ شيء له آية … تدل على أنَّه الواحد

فلو تدبر الإنسان في نفسه لوجد آيات كثيرة، لوجد العبر التي تكفيه أن يُدرك بأن اللَّه واحدٌ لا شريك له، كما يجد ذلك في مخلوقاته من جبالٍ وأوديةٍ وسهولٍ ومن حيوانٍ ومن نباتٍ، وعندما يرفع نظره إلى السماء في النجوم، في القمر، في الشمس، وعندما يخفض بنظره إلى الأرض فيرى الأنهار، والبحار؛ فهذه آيات من آيات اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهي خلق من خلقه، فاللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- إنما خلقها نعمةً لعباده؛ خلقها وسَخَّرها لعباده، ليشكروه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والشكر يقتضي منهم أن يحمدوه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن يعترفوا له بصفات الكمال والجلال.

* قوله: (اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ صَلَاةَ كُسُوفِ الشَّمْسِ سُنَّة، وَأَنَّهَا فِي جَمَاعَةٍ).

صلاة الكسوف ليست من الواجبات، وإنما هي سُنةٌ من السُّنن (١).


(١) مذهب الحنفية، يُنْظَر: "رد المحتار على الدُّر المختار" لابن عابدين (٢/ ١٨١)، حيث قال: "باب الكسوف: أي: صلاته، وهي سنة".
مذهب المالكية، يُنْظَر: "الشرح الكبير" للدردير (١/ ٤٠١)، حيث قال: "حكم صلاة الكسوف والخسوف وما يتعلَّق بها سُنَّ عينًا للمأمور بالصلاة".
مذهب الشافعية، يُنْظَر: "مغني المحتاج" للشربيني (١/ ٥٩٧) حيث قال: "هي سنة مؤكدة لذلك في حق كل مخاطب بالمكتوبات الخمس ولو عبدًا أو امرأة".
مذهب الحنابلة، يُنْظَر: "كشاف القناع" للبهوتي (٢/ ٦١)، حيث قال: " (وهي)؛ أي: صلاة الكسوف (سنة مؤكدة)، حكاه ابن هبيرة والنووي إجماعًا؛ لما تَقَدَّمَ. . . (حضرًا وسفرًا حتى للنساء)؛ "لأنَّ عائشةَ وأسماءَ صَلَّتا مع النبي"، رواه البخاري قال في "المبدع": "وإن حضرها غيرُ ذوي الهيئات مع الرجال فحَسَنٌ"، (وللصبيان حضورها)، واستحبها ابنُ حامد لهم ولعجائز، كجمعةٍ وعِيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>