للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَذَهَبَ مَالِكٌ (١) وَأَبُو حَنِيفَةَ (٢) إِلَى أَنَّهُ لَا يُصَلَّى لَهُ فِي جَمَاعَةٍ).

مذهب مالك فيه تفصيل (٣).

* قوله: (وَاسْتَحَبُّوا أَنْ يُصَلِّيَ النَّاسُ لَهُ أَفْذَاذًا رَكْعَتَيْنِ).

أفذاذًا يعني: أفرادًا، فردًا فردًا (٤)

* قوله: (كَسَائِرِ الصَّلَوَاتِ النَّافِلَةِ).

يعني: كسائر الصلوات النافلة التي يُصَلِّيها الإنسان وحده، كالسنن الرَّواتب لا السُّنن التي تُؤدى جماعة، كصلاة كسوف الشمس، أو العيدين، والاستسقاء، والتراويح.

* قوله: (وَسَبَبُ اخْتِلَافِهِمُ: اخْتِلَافُهُمْ فِي مَفْهُومِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَان مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ).

والحديث جمع بين مسألتي كسوف الشمس وكسوف القمر، والرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنَّ الشَّمْسَ"، و (إن) مِن المُؤكدات، "إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه"، فجمع بينهما؛ فهل لهذا الجمع بينهما معنى؟ بحيث يكون حكماهما واحدًا؛ لكون النبي -عليه السلام- قال في آخر الحديث:


(١) يُنْظَر: "الشرح الكبير" للشيخ الدردير (١/ ٤٥٢)، حيث قال: "وقوله: كالنَّوافل خبر، (جهرًا)؛ لأنه نفل ليل، (بلا جمع)؛ أي: يكره، بل يُندب فعلها في البيوت، ووقتها الليل كله".
(٢) يُنْظَر: "مختصر القدوري" (١/ ٤٣)، حيث قال: "ليس في خسوف القمر جماعة"، وانظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (١/ ٢٨٢).
(٣) يُنْظَر: "حاشية الدسوقي" (١/ ٤٠٢)، حيث قال: " (قوله: بل يُندب فعلها في البيوت)؛ أي: وحينئذ ففعلها في المساجد مكروه؛ سواء كانت جماعة أو فرادى، إِلَّا أنَّها إن فُعلت جماعة في المسجد كانت الكراهة من جهتين، وإن فُعلت فيه فرادى كانت الكراهة من جهة، كما أنَّ فِعلها في البيوت جماعة مكروه من جهة".
(٤) الفَذُّ: الفرد، والجمع: أفذاذ. انظر: "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (١٠/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>