للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (لَيْسَ مِنْ سُنَّتِهِ الصَّلَاةُ) جماعةً كما ذكرنا، وإلا فإن أبا حنيفة رحمه اللَّهُ يرى الصلاة فرادى، ويرى الدعاء والإلحاح فيه.

* قوله: (وَسَبَبُ الخِلَافِ: أَنَّهُ وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ: "أَنَّهُ اسْتَسْقَى وَصَلَّى").

يعني: كما في حديث عبد اللَّه بن عباس: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج مُتبذلًا، يعني: من غير زينة، متواضعًا، متخشعًا، متضرعًا للَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يخطب كخطبتكم هذه، لكنه لم يزل يدعو اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ويكبر ويتضرع إلى اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ويصلي ركعتين كما يصلي في العيدين (١).

ومثل ذلك: حديث أبي هريرة (٢) وأنس (٣) وعائشة (٤)، فالأحاديث في ذلك كثيرة جدًّا، سيسوق المؤلف بعضًا منها.

* قوله: (وَفِي بَعْضِهَا لَمْ يُذْكَرْ فِيهَا صَلَاةٌ وَمِنْ أَشْهَرِ مَا وَرَدَ فِي أَنَّهُ صَلَّى، وَبِهِ أَخَذَ الجُمْهُورُ: حَدِيثُ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خرَجَ بِالنَّاسِ يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى يِهِمْ رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهمَا بِالقِرَاءَةِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ (٥)).


(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرجه أحمد في "المسند" (٨٨٣٠) وغيره، عن أبي هريرة، قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يرفع يديه في الدعاء حتى أرى بياض إبطيه"، قال أبي: "وهو أبو المعتمر، لا أظنه إِلَّا في الاستسقاء"، وقال الأرناؤوط: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين".
(٣) أخرجه أبو داود (١١٧١) وغيره، عن أنس: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يستسقي هكذا -يعني- ومد يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض، حتى رأيت بياض إبطيه"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود - الأم" (١٠٦٢).
(٤) سيأتي.
(٥) أخرجه البخاري (١٠٠٥)، ولفظه: عن عباد بن تميم، عن عمه، قال: "خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يستسقي وحَوَّل رداءه"، وأخرجه مسلم (٤/ ٨٩٤)، ولفظه: عن عباد بن تميم المازني: "أنه سمع عمه -وكان من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: خرج =

<<  <  ج: ص:  >  >>