للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا قول المؤلف: (وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ صَلَاةً)، هذا لفظه، لكنه لو تتبع ما في "صحيحي البخاري ومسلم" لوجد في بعض الروايات ألفاظًا فيها ذِكر الصلاة، فليس الأمر إذًا كما ذكر المؤلف هنا (١).

* قوله: (وَزَعَمَ القَائِلُونَ بِظَاهِرِ هَذَا الأَثَرِ: أَنَّ ذَلِكَ مَرْوِيٌّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَعْنِي: "أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى المُصَلَّى، فَاسْتَسْقَى وَلَمْ يُصَلِّ" (٢)).

خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعه العباس بن عبد المطلب عمه، وقد أشرنا إليه قبل.

* قوله: (وَالحُجَّةُ لِلْجُمْهُورِ: أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا، فَلَيْسَ هُوَ بِحُجَّةٍ عَلَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ اخْتِلَافُ الآثَارِ فِي ذَلِكَ لَيْسَ عِنْدِي فِيهِ شَيْءٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنَّ الصَّلَاةَ لَيْسَتْ مِنْ شَرْطِ صِحَّة الِاسْتِسْقَاءِ، إِذْ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَدِ اسْتَسْقَى عَلَى المِنْبَرِ).

كما جاء في حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر أن يوضع له المنبر، وحدد للناس يومًا يخرج فيه (٣)؛ ولذلك يقول العلماء: الإمام يُنبه الناس إلى ذلك، ويُحدِّد يومًا يخرج فيه الناس، فيتهيؤون، ومن التهيؤ أن يراجع الإنسان نفسه، فيتوب إلى اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- توبة نصوحًا؛ فيقلع عن


(١) سيأتي.
(٢) تقدَّم قريبًا.
(٣) أخرجه أبو داود (١١٧٣) وغيره، عن عائشة -رضي اللَّه عنها-، قالت: "شكا الناس إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المُصَلَّى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر"، وحمد اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم"، وحسنه الألباني في "تخريج الكلم الطيب" (ص: ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>