للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَرَج من بُطن أُمِّه فاستهلَّ صارخًا؟ أَوْ أن يُصلَّى عليه مطلقًا ولو خرج ميتًا؟ أو يصلَّى على السِّقْط؛ أي: الذي بدأت خلقته؟ فالذي خلِّق ومضى عليه أربعة أشهر، كما جَاءَ فِي الحديث: "إنَّ أَحدَكُمْ يخلق في بطن أُمِّه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم بعد ذلك ينفخ فيه الروح" (١)، ونفخت فيه الروح، وبدأت علامات الخلقة عليه، نجد أن الحنابلة يرون أن مَنْ بلغ أربعة أشهر يصلَّى عليه (٢)، ومن العلماء مَنْ قال: لا يصلى عليه حتى يستهل؛ أي: يخرج من بطن أمه حيًّا (٣).

* قَالَ: (فَقَالَ مَالِكٌ: لَا يُصَلَّى عَلَى الطِّفْلِ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا (٤) لأنه وَرَد في ذلك حديث: "لَا يُصلَّى على الطِّفل، ولا يرث، ولا يورث حتى يستهلَّ" (٥)، وهذا الحديث ضعيف، لَكن جاء في حديث آخر صحَّحَ العلماء سندَه أنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الطفل يصلى عليه" (٦).


(١) أخرجه البخاري (٣٢٠٨)، قال عبد اللَّه: "حدثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق، قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث اللَّه ملكًا فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع، فيسبق عليه كتابه، فيعمل بعمل أهل النار، وبعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة".
(٢) سيأتي بيانه.
(٣) سيأتي بيانه.
(٤) يُنظر: "الشرح الصغير" للدردير (١/ ٥٧٤). حيث قال: " (كمن لم يستهل صارخًا): يكره غسله والصلاة عليه، (ولو تحرك أو بال أو عطس إن لم تتحقق حياته)، فإن تحققت وجبا".
(٥) أخرجه الترمذي (١٠٣٢) وغيره، وضعفه الألباني في "المشكاة" (١٦٩١).
(٦) أخرجها ابن ماجه (١٥٠٧)، عن المغيرة بن شعبة: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "الطفل يصلى عليه"، وصححه الألباني في "المشكاة" (١٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>