للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَعْنِي: إِذَا بِيعُوا فِي السَّبْي. قَالَ: وَبِهَذَا جَرَى العَمَلُ فِي الثَّغْرِ، وَبِهِ الفُتْيَا فِيهِ (١)، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ إِذَا كَانُوا مَعَ آبَائِهِمْ وَلَمْ يَمْلِكْهُمْ مُسْلِمٌ، وَلَا أَسْلَمَ أَحَدُ أَبَويْهِمْ، أَنَّ حُكْمَهُمْ حُكْمُ آبَائِهِمْ (٢)).

وهَذَا -كَمَا ذكر المؤلف- ليس فيه خلافٌ فيما أعلم.

* قوله: (وَالسَّبَبُ فِي اخْتِلَافِهِمُ: اخْتِلَافُهُمْ فِي أَطْفَالِ المُشْرِكينَ، هَلْ هُمْ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَاءَ فِي بَعْضِ الآثَارِ أَنَّهُمْ مِنْ آبَائِهِمْ (٣)؛ أَيْ أَنَّ حُكْمَهُمْ حُكْمُ آبَائِهِمْ).

وقَدْ جاء في حديث: "هُمْ معَ آبَائِهِمْ" (٤).


(١) يُنظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٣/ ١١٦). حيث قال: "قال الأوزاعي في الصبيان يموتون من السبي بعد أن اشتروا، قال: يصلى عليهم، وإن كانوا لم يباعوا لم يصل عليهم، يريد إذا كانوا في ملك مسلم فملكه لهم أولى بهم من حكم آبائهم، قال ابن الطباع: على هذا فتيا أهل الثغر، وهو قول سليمان بن موسى، ورواية الحارث عن الأوزاعي، وذكر أبو المغيرة عن صفوان بن عمرو قال: سمعت أصحابنا، ومشيختنا يقولون: ما ملك المسلمون من صبيان العدو فماتوا يصلى عليهم، وإن لم يصلوا لأنهم مسلمون ساعة يملكهم المسلمون".
(٢) يُنظر: "الإقناع" لابن القطان (١/ ٣٥٩). حيث قال: "واتفقوا أن أولاده الكبار المختارين لدين الكفر أنهم كسائر المشركين ولا فرق. وحكم الطفل حكم أبويه بإجماع وحكمه حكم أبيه، وهم مختلفون هل حكمه حكم أمه إذا أسلمت".
(٣) أخرجه البخاري (٣٠١٣)، ومسلم (١٧٤٥)، واللفظ له، من حديث الصعب بن جثامة: (أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قيل له: لو أن خيلًا أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين قال: "هم من آبائهم").
(٤) أخرجه أحمد في "المسند" (٢٤٥٤٥). عبد اللَّه بن أبي قيس مولى غطيف، أنه أتى عائشة أم المؤمنين، فسلم عليها، فقالت: من الرجل؟ قال: أنا عبد اللَّه مولى غطيف بن عازب، فقالت: ابن عفيف؟ فقال: نعم، يا أم المؤمنين، فسألها عن الركعتين بعد صلاة العصر، أركعهما رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالت له: "نعم"، وسألها عن ذراري الكفار، فقالت: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هم مع آبائهم"، فقلت: يا رسول اللَّه، بلا عمل؟ قال: "اللَّه عزَّ وجلَّ أعلم بما كانوا عاملين".
وقال محققوه: "حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فقد اضطرب فيه عبد اللَّه بن أبي قيس".

<<  <  ج: ص:  >  >>