للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحجر عليه، يقول اللَّه تعالى: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: ٦]، {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: ٥]. إذن قد يحجر على كبير لأنه يقصر في هذا الأمر، وقد تجد من الصغار ما يفوق الكبير في عقله وفي تصرفه وفي حكمته، لكن هذا ليس على إطلاقه، فهذه هبة من اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكم من صغير ترى فيه النجابة (١) والحكمة والعقل، وقد تجد إنسانًا كبيرًا ولا تجد فيه عقلًا، فليست المسألة بالأجسام ولا بالسن، وإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه (٢)، ممن يهبه اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قلبًا واعيًا مدركًا ولسانًا ناطقًا ويهبه اللَّه تعالى الحكمة، فلا يكون سنه سببًا في القصور به، ومن حرمه اللَّه من ذلك لا يكون تقدم سنه سببًا في علوه وتقدمه على غيره.

* قوله: (وَالمَجْنُونِ (٣) وَالعَبِيدِ (٤) وَأَهْلِ الذِّمَّةِ (٥) وَالنَّاقِصِ المِلْكِ).

اختلف العلماء في وجوب الزكاة على اليتيم والمجنون والمكاتب وفي العبيد، وكذلك في أهل الذمة، وغير ذلك من المسائل التي سيذكرها المؤلف.

* قوله: (مِثْلِ الَّذِي عَلَيْهِ دَيْنٌ أَوْ لَهُ دَيْنٌ) (٦).

الناقص الملك: هو الذي له دينٌ عند إنسان، أو عنده مال وعليه


(١) النجابة: مصدر النجيب من الرجال، وهو الكريم ذو الحسب إذا خرج خروج أبيه في الكرم. انظر: "العين"، للخليل (٦/ ١٥٢).
(٢) قيل لهما الأصغران لصغر حجمهما، ويجوز أن يسميا الأصغرين ذهابًا إلى أنهما أكبر ما في الإنسان معنى وفضلًا. انظر: "مجمع الأمثال"، للميداني (٢/ ٢٩٤).
(٣) سيأتي.
(٤) سيأتي.
(٥) سيأتي.
(٦) سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>