للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا فيه فائدة أن أُبيًّا الذي قال فيه رسول اللَّه: (أقرؤكم أبي) (١) لمَّا لم يعرف الحكم توقَّف.

فإذا جادت نفس الرجل بما هو أعلى، فلا مانع، لكننا إن أردنا أن نطبق حكمًا فلا يُلزم الإنسان بأكثر مما يجب عليه، وليس له أن يُقَصر فيما وجب عليه، بل يؤدي الواجب ولا يُكلَّف فوق طاقته.

ولذلك قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عندما أرسل معاذ إلى اليمن: "وإياك وكرائم أموالهم" (٢).

* قوله: (وَهَذَا ثَابِتٌ فِي كِتَابِ الصَّدَقَةِ، فَلَا مَعْنَى لِلْمُنَازَعَةِ فِيهِ).

أحسَن المؤلف بقوله: "وهذا ثابت في كتاب الصدقة"، ومن مزايا هذا الكتاب أنَّ مؤلفه مع أنه مالكي المذهب، غير أنه لا يتعصب لمذهبه، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم، ونحق نعرف أنَّ المؤلف عليه مآخذ (٣) في أمور أُخرى نسأل اللَّه أن يعفو عنا وعنه، لكن في أمور الفقه نجده منصفًا فهو مالكي ويردُّ على مالك.


= مخاض، وذلك ما لا لبن فيه، ولا ظهر، وقد عرضت عليه ناقة فتية عظيمة ليأخذها فأبى علي، وها هي ذه قد جئتك بها يا رسول اللَّه خذها، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ذاك الذي عليك، فإن تطوعت بخير آجرك اللَّه فيه، وقبلناه منك"، قال: فها هي ذه يا رسول اللَّه، قد جئتك بها فخذها، قال: فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بقبضها، ودعا له في ماله بالبركة".
(١) سنن الترمذي (٣٧٩٠) وصححه الألباني فى "السلسلة الصحيحة" (١٢٢٤).
(٢) أخرجه البخاري (١٤٩٦)، ومسلم (١٩).
(٣) لعل المقصود هو ما عُرِف عن ابن رشد -رَحِمَهُ اللَّهُ- من اهتمام بالفلسفة وترجمة كتبهم، وله مؤلفات وترجمات كثيرة في الفلسفة ككتاب جوامع كتب أرسطوطاليس، وشرح كتاب النفس، وكتاب في المنطق، وكتاب تلخيص الإلاهيات لنيقولاوس، وكتاب تلخيص ما بعد الطبيعة لأرسطو، ولخص كتاب (المزاج) لجالينيوس، وكان ذلك سبب المحنة التي تعرض لها حيث تعرض لمحنة بسبب شرحه لكتاب الحيوان لأرسطوطاليس. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (١٢/ ١٠٦٠)، وسير أعلام النبلاء له أيضًا (٢١/ ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>