للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزكاة فيمنعونها ويفرقون فيها، أو الذين يحتالون بحيَل تجعلهم لا يُخرجون الزكاة.

* قوله: (قَالَ: وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ كَوْمَاءَ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا).

أي: ناقة لها سنام عظيم، وكلما كان السنام عظيمًا كان هذا دليلًا على عِظمها، كقصة أبي بن كعب عندما ذهب ليأخذ فمرّ برجل فلم يجد بنت مخاض فقدم له ناقةً عظيمة سمينة فتوقف (١).

هكذا وجدنا صحابيًا من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخذ العلم من مشكاة النبوة، عاش مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كغيره من الصحابة وحكم عليه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنه أقرأ القوم، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أقضاكم علي، وأعلمكم بالحلال والحرام معاذ، وأقرأكم أبي) (٢).

فرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شهد له، ولما تردد ذات مرة في قراءة آية التبست عليه، ورسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بشر وهو قدوة لنا، فقال: "أين أُبيّ ألم يكن في القوم" (٣) يريد أن يفتح عليه، فلم يسأل إلا عن أبي، وأبي بن كعب أبى أن يفتى في المسألة من غير علم وهو صحابي جليل، ما رأى أن يأخذ من الرجل مع أنه رأى أن ما سيعطيه الرجل هو أعظم، قال له: (رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قريب منك فاذهب إليه فأخبره بحالك) فرافقه فأخبر رسول اللَّه، فلما رأى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ الرجل جادت نفسه أخذ منه، ودعا له بالخير وبالبركة.


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢/ ١٢٦)، وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (٣/ ٧٥٤):
"وذكره البوصيري (الإتحاف ١/ ١٦٦ أ)، كتاب الإمامة، باب الفتح على الإِمام، وعزاه للحارث بن أبي أسامة، وقال: هذا إسناد حسن، قيس مختلف فيه وباقي رجال الإسناد ثقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>