للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلاصة: فينبغي أن المصدِّق أي: الذي يختاره الإمام أو الوالي ليأخذ زكاة الماشية إبلًا كانت أو بقرًا أو غنمًا، عليه أن يكون عادلًا في ذلك؛ لأن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة (١)، ولذلك تجدون أنَّ في السبعة الذين يظلهم اللَّه ظله يوم لا ظل إلا ظله، بدأهم بإمام عادل (٢).

وهذه الأصناف لا تؤخذ؛ لأنها غير مناسبة في أن تؤدى في هذه العبادة.

* قوله: (لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الصَّدَقَةِ).

كتاب الصدقة هو الذي كتبه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونفذه أبو بكر بعد مماته -عليه الصلاة والسلام-، فعمل به حينما أرسله إلى البحرين، وكذلك عمل به عمر -رضي اللَّه عنه-، وبقية الصحابة رضي اللَّه عنهم أجمعين، وهو كتاب صحيح معروف ومشهور، واشتمل على جملة كبيرة من أحكام الزكاة تتعلق بزكاة الإبل والبقر والغنم والنقدين.

* قوله: (إِلَّا أَنْ يَرَى الْمُصَدِّقُ أَنَّ ذَلِكَ خَيْر لِلْمَسَاكِينِ)

قد يرى المصدق أن في التيس مصلحة للمساكين، فربما يأخذه.


(١) هو حديث أخرجه مسلم (١٨٢٧) وفيه: "عن عمرو بن أوس، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال ابن نمير: وأبو بكر: يبلغ به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي حديث زهير: قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن المقسطين عند اللَّه على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا"".
(٢) أخرجه البخاري (٦٨٠٦)، ومسلم (١٠٣١) وفي البخاري: "عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "سبعة يظلهم اللَّه يوم القيامة في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل ذكر اللَّه في خلاء ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق في المسجد، ورجلان تحابَّا في اللَّه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، قال: إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه"".

<<  <  ج: ص:  >  >>