للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: (هَذَا إِنْ ثَبَتَ أَنَّهُ كانَ مِنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- حُكْمًا مِنْهُ عَلَى المُسْلِمِينَ، فَإِنَّ الحُكْمَ لَوْ ثَبَتَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ، لَيْسَ أَنْ يَكُونَ حُكْمًا عَامًّا عَلَى المُسْلِمِينَ إِلَّا بِدَلِيلٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).

ثبت عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنه خرص حديقة امرأة" (١).

ومن أصرح الأدلة في ذلك: حديث عتَّاب بن أَسيد: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر أن يُخرص العنب كما يُخرص النخل، فتؤخذ زكاته زبيبًا كما تؤخذ زكاةُ النخلِ تمرًا" (٢). هذا فيه خلاف؛ لأنه من رواية سعيد بن المسيب؛ وسعيد بن المسيب إنما هو من التابعين لم يسمع من عتاب بن أسيد (٣).

"يُخرص العنب"، وفي بعض الروايات: "الكَرْم" (٤): وهو العنب،


(١) أخرجه البخاري (١٤٨١)، ومسلم (١٣٩٢)، ولفظ البخاري: "عن أبي حميد الساعدي، قال: غزونا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غزوة تبوك، فلما جاء وادي القرى إذا امرأة في حديقة لها، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأصحابه: "اخرصوا"، وخرص رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عشرة أوسق، فقال لها: "أحصي ما يخرج منها" فلما أتينا تبوك قال: "أما إنها ستهب الليلة ريح شديدة، فلا يقومن أحد، ومن كان معه بعير فليعقله" فعقلناها، وهبت ريح شديدة، فقام رجل فألقته بجبل طيئ، وأهدى ملك أيلة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بغلة بيضاء، وكساه بردًا وكتب له ببحرهم، فلما أتى وادي القرى قال للمرأة: "كم جاء حديقتك" قالت: عشرة أوسق، خرص رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني متعجل إلى المدينة، فمن أراد منكم أن يتعجل معي فليتعجل"".
(٢) أخرجه أبو داود (١٦٠٣)، وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (٢٨٠).
(٣) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٣/ ١٠٢٤): "وحدث عنه -أي: عتاب بن أسيد- سعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، ولم يسمعا منه".
وقال ابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/ ٢٧٠): "لم يدرك سعيدُ بن المسيب عتابَ بن أسيد".
(٤) أخرجه ابن حبان (٨/ ٧٤) عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "الكرم يخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبًا كما تؤدى زكاة النخل تمرًا". وقال الأرناؤوط: رجاله ثقات لكنه منقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>