صبر، فكان خيرًا له" (١)، كما جاء في الحديث. ولا شك أن الفقر من الضراء، فإن أُصِبت بالفقر، ورضيت بقضاء اللَّه وبقدره، وعلمت بأن اللَّه عزَّ وجلَّ هو الذي قدَّر لك هذا الأمر، وأنك لم تُقصِّر في طلب المعيشة، وفي البحث عن سبل الرزق والوصول إليه، بل قُدِّر لك أن تكون فقيرًا فارْضَ بما قدَّره اللَّه لك؛ ليجازيك اللَّه عزَّ وجلَّ على صبرك.
يعني المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ بذلك أنه: هل يجوز أن يُقتصر في الزكاة على
(١) أخرجه مسلم (٢٩٩٩) عن صهيب، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له".