للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمهور العلماء (١) قالوا: إن معنى "فاقدروا له": أكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا.

قالوا: وهذا مجمل، جاء تفسيره في الروايات الأُخرى -وهي في "الصحيحين"-: "فإن غم عليكم فأكلملوا شعبان ثلاثين"، وفي رواية ليست في "الصحيحين": "فأكملوا شعبان ثلاثين يومًا".

* قوله: (وَرَوَى بَعْضُ السَّلَفِ أَنَّهُ إِذَا أُغْمِيَ الهِلَالُ رَجَعَ إِلَى الحِسَابِ بِمَسِيرِ القَمَرِ وَالشَّمْسِ، وَهُوَ مَذْهَبُ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ) (٢).


(١) مذهب الحنفية، يُنظر: "منحة السلوك"، للعيني (ص ٢٥٥)؛ حيث قال: "قوله: (ويستحب طلب الهلال ليلة ثلاثين من شعبان ورمضان) لقوله -عليه السلام-: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له". رواه البخاري. ومعنى "فاقدروا له"؛ أي: قدروا عدده باستيفاء عدد الثلاثين". مذهب المالكية، يُنظر: "الشرح الكبير"، للشيخ الدردير (١/ ٥٠٩)؛ حيث قال: "لأن الشارع أناط الحكم بالرؤية أو بإكمال الثلاثين فقال -عليه الصلاة والسلام-: "الشهر تسعة وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه؛ فإن غم عليكم فاقدروا له"، وفي رواية: "فأكملوا عدة شعبان"، وهي مفسرة لما قبلها؛ قال مالك: إذا توالى الغيم شهورًا يكملون عدة الجميع حتى يظهر خلافه اتباعًا للحديث ويقضون إن تبين لهم ما هم عليه".
مذهب الشافعية، يُنظر: "المجموع شرح المهذب"، للنووي (٦/ ٢٧٠)؛ حيث قال: "وقال مالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف: معناه قدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا".
مذهب الحنابلة، يُنظر: "كشاف القناع"، للبهوتي (٢/ ٣٠١)؛ حيث قال: "فإن غم عليكم فاقدروا له". متفق عليه، ومعنى "فاقدروا له" أي: ضيقوا لقوله تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: ٧]؛ أي: ضيق وهو أن يجعل شعبان تسعًا وعشرين يومًا، ويجوز أن يكون معناه: اقدروا زمانًا يطلع في مثله الهلال، وهذا الزمان يصح وجوده فيه أو يكون معناه: فاعلموا من طريق الحكم أنه تحت الغيم كقوله تعالى: {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}؛ أي: علمناها".
(٢) يُنظر: "المقدمات الممهدات"، لابن رشد الجد (١/ ٢٥٠)؛ حيث قال: "فروي عن مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير أنه كان يقول: يعتبر الهلال إذا غم بالنجوم ومنازل القمر وطريق الحساب".

<<  <  ج: ص:  >  >>