للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن؛ نحن نأخذ بما جاء عن عمر -رضي اللَّه عنه- فيما صح، وقد ورد عنه أثران؛ الأول: صحيح، والثاني: فيه انقطاع؛ فما روي عن الصحابة في ذلك يوقف عنده.

* قوله: (أَحَدُهُمَا عَامٌّ، وَالآخَرُ مُفَسِّرٌ).

إذن الأثران اللذان وردا عن عمر -رضي اللَّه عنه- كما يقول المؤلف: (أحدهما: عام) يعني: مطلق، (والآخر: مفسِّر)؛ أي: مقيد للأول. فبأيهما نأخذ؟ هل نأخذ بالعام أو نأخذ بالمفسر؟

* قوله: (فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى العَامِّ، وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى المُفَسِّرِ، فَأَمَّا العَامُّ فَمَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: "أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ أَنَّ الأَهِلَّةَ بَعْضَهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الهِلَالَ نَهَارًا، فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ رَجُلَانِ أَنَّهُمَا رَأَيَاهُ بِالأَمْسِ").

وهذا الأثر رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (١) وغيره (٢)، وهو أثر صحيح.

(خانقين): بلدة من بلاد العراق قريبة من بغداد (٣).

في نفس الرواية التي جاء بها المؤلف جاءت رواية أُخرى في البيهقي بزيادة: "فإذا رأيتموه أول النهار" (٤)، بدل "نهارًا"، فقيدت بأول النهار.


(١) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٣٥٨).
(٢) أخرجه الدارقطني في "السنن" (٣/ ١٢٣).
(٣) يُنظر: "معجم البلدان"، للحموي (٢/ ٣٤٠)؛ حيث قال: "خانِقِين: بلدة من نواحي السواد في طريق همذان من بغداد، بينها وبين قصر شيرين ستَّة فراسخ لمن يريد الجبال، ومن قصر شيرين إلى حلوان ستة فراسخ".
(٤) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٣٥٩) وفيه: ". . . فإذا رأيتم الهلال من أول النهار فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس".

<<  <  ج: ص:  >  >>