للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ: "صُمْتِ أَمْسِ؟ " فَقَالَتْ: لَا. فَقَالَ: "تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا؟ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: "فَأَفْطِرِي") (١).

يكره إفراد يوم السبت بالصوم؛ لما روى عبد اللَّه بن بسر، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تصوموا يوم السبت، إلا فيما افتُرِض عليكم". وإن وافق صومًا لإنسان، لم يكره.

* قوله: (وَأَمَّا صِيَامُ الدَّهْرِ: فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ (٢). لَكِنَّ مَالِكًا (٣) لَمْ يَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا، وَعَسَى رَأَى النَّهْيَ فِي ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ خَوْفِ الضَّعْفِ وَالْمَرَضِ).

روى أبو قتادة، قال: قيل: يا رسول اللَّه، فكيف بمن صام الدهر؟ قال: "لا صام ولا أفطر -أو- لم يصم ولم يفطر". وعن أبي موسى، عن


(١) أخرجه البخاري (١٩٨٦).
(٢) أخرج مسلم (١١٥٩): عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رضي اللَّه عنهما-، يَقُولُ: بَلَغَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: "أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي اللَّيْلَ؟ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا، وَلنَفْسِكَ حَظًّا، وَلأَهْلِكَ حَظًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ". قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: "فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ عليه السلام". قَالَ: وَكَيْفَ كَانَ دَاوُدُ يَصُومُ؟ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: "كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى"، قَالَ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ -قَالَ عَطَاءٌ: فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ".
(٣) يُنظر: "موطأ مالك" (١/ ٣٠٠)، حيث فيه: عن مالك أنه سمع أهل العلم يقولون: "لا بأس بصيام الدهر إذا أفطر الأيام التي نهى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن صيامها، وهي أيام منى، ويوم الأضحى ويوم الفطر فيما بلغنا"، قال: "وذلك أحب ما سمعت إليَّ في ذلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>