للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَكن القضيَّة قَضيَّة فَهْمِ يختلف فيها العلماء، فما المُرَاد بكلمة "رجس" في قولِهِ سبحانه: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ}، وكلمة "نجس" في قوله سبحانه: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}؟

أهو النجاسة المعروفة التي هي نجاسة الأبدان أو غيرها؟ أم أنه نَجَاسة المعتقد (١)، وللمفسرين وغيرهم في هذا كلامٌ كثيرٌ، وهَذَا الذي يشير إليه المؤلف رحمه الله، ولذلك يقول: (ظَاهِرُ الكِتَابِ).

* قول: (وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي الخِنْزِيرِ).

ولم يقل: عارض بالنسبة للكلب؛ لأنَّ ظاهر القرآن دلَّ على أنه طاهرٌ، حيث أمر بأكل ما أمسك عليه.

* قول: ({فَإِنَّهُ رِجْسٌ} [الأنعام: ١٤٥]، وَمَا هُوَ رِجْسٌ فِي عَيْنِهِ، فَهُوَ نَجِسٌ لِعَيْنِهِ).

(مَا هُوَ رِجْسٌ فِي عَيْنِهِ)، أي: إذا كانت ذاته رجسًا، فَهو كَذَلك نجسٌ.


(١) وهو قول الجمهور.
في مذهب الحنفية، يُنظر: "حاشية ابن عابدين" (رد المحتار) (١/ ٢٢٢) حيث قال: "فالمراد بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: ٢٨]: النجاسة في اعتقادهم".
وفي مذهب المالكية، يُنظر: "منح الجليل" لعليش (١/ ٥١) حيث قال: "وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: ٢٨]: تشبيه بليغ، أو معنًى لا حسًّا".
ومذهب الشافعية، يُنظر: "أسنى المطالب" لزكريا الأنصاري (١/ ١٠) حيث قال: "وأما قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}، فالمراد به نجاسة الاعتقاد أو اجتنابهم" كالنجس لا نجاسة الأبدان".
ومذهب الحنابلة، يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (١/ ٥٣) حيث قال: "وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: ٢٨] أي: مِنْ حَيْث الاعتقاد أو نحوه مما أجيب به عنه".

<<  <  ج: ص:  >  >>