للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قال: (وَإِنْ كَانَ فِي تَفْصِيلِ ذَلِكَ اخْتِلَافٌ، وَهِيَ بِالْجُمْلَةِ تُتَصَوَّرُ عَلَى نَوْعَيْنِ: مُبَاشَرَةٍ وَنِيَابَةٍ. فَأَمَّا الْمُبَاشَرَةُ فَلَا خِلَافَ عِنْدَهُمْ: أَنَّ مِنْ شُرُوطِهَا الِاسْتِطَاعَةَ بِالْبَدَنِ وَالْمَالِ مَعَ الْأَمْنِ).

المقصود بالمباشرة هنا: أن تباشر الحج بنفسك، يعني: أن تقوم بالحج بنفسك.

يعني: مباشرة لا تكون بواسطة وكيل أو نائب ينوب عنه.

* قال: (وَاخْتَلَفُوا فِي تَفْصِيلِ الِاسْتِطَاعَةِ بِالْبَدَنِ وَالْمَالِ: فَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ -وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ (١)، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (٢) -: "إِنَّ مِنْ شَرْطِ ذَلِكَ: الزَّادَ وَالرَّاحِلَةَ").

هناك خلاف بين العلماء: ما هي الاستطاعة (٣)؟ هل هي القدرة


(١) أخرجه الدارقطني في "سننه" (٢٤٢٤)، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قالوا: يا رسول اللَّه، ما السبيل؟ قال: "زَادٌ وَرَاحِلةٌ".
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣/ ٤٣٣)، عن عطاء، قال: قال عمر: " {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: ٩٧]، قَالَ: "زَادٌ وَرَاحِلَةٌ".
(٣) الاستطاعة عند الأئمة الأربعة: هي ملك الزاد والراحلة.
فعند الحنفية، يُنظر: "تبيين الحقائق" للزيلعي (٢/ ٤)، حيث قال: "لا بد من القدرة على الزاد والراحلة؟ لأنه -عليه الصلاة والسلام- فَسَّر الاستطاعة به".
وعند المالكية، يُنظر: "مواهب الجليل" للحطاب (٢/ ٤٩٢)، حيث قال: "الاستطاعة: الزَّاد والراحلة".
وعند الشافعية، يُنظر: "أسنى المطالب" لزكريا الأنصاري (١/ ٤٤٤)، حيث قال: "الاستطاعة تارةً تكون (بالنَّفس، وتارة) تكون (بالغير؛ فالأولى تتعلق بخمسة أمور: الأول والثاني: الزاد والراحلة)؛ لتفسير السبيل في الآية بهما في خبر الحاكم، وقال: "صحيح على شرط الشيخين".
وعند الحنابلة، يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٢/ ٣٨٨)، حيث قال: "الاستطاعة: ملك الزاد والراحلة".

<<  <  ج: ص:  >  >>