للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريضة وفي السفر إليها وتؤديها، أو تعود إلى بلدها، هناك كلام للعلماء، ويقدرونه بالمسافات، لكننا نرى أن الأولى ما دام قد خرجت، وأنها لا تخشى على نفسها أو على عِرضها، فلها في هذه الحالة أن تُواصل هذه الرحلة، واللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سيحفظها.

(فَمَنْ غَلَّبَ عُمُومَ الْأَمْرِ قَالَ: تُسَافِرُ لِلْحَجِّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ).

الآن الأُمور قد تَغَيَّرت بحمد اللَّه، وتَيَسَّرت السُّبل، وأصبح الإنسان لا يسافر وحده، بل في مجموعة كبيرة ويسافرون في طائرة، أو آلاف من الناس في باخرة، أو في سيارة، أو فيما يُعرف بالحملات، ومع ذلك لا ينبغي -أيضًا- للمرأة أن تسافر إلا ومعها ذو مَحرم؛ لأنه ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما (١)، فالمرأة يُخشى عليها في كل حال، والشيطان يجري من ابن اَدم مَجرى الدَّم (٢)، فلا ينبغي أن يضل المرأة، وإن كانت تُؤَدِّي عبادة من العبادات فلا ترتكب ممنوعًا، وإن كانت تؤدي فريضة الحج.

* قال: (وَمَنْ خَصَّصَ الْعُمُومَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، أَوْ رَأَى أَنَّهُ مِنْ بَابِ تَفْسِيرِ الِاسْتِطَاعَةِ، قَالَ: لَا تُسَافِرُ لِلْحَجِّ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ.

فَقَدْ قُلْنَا فِي وُجُوبِ هَذَا النُّسُكِ الَّذِي هُوَ الْحَجُّ، وَبِأَيِّ شَيْءٍ يَجِبُ؟ وَعَلَى مَنْ يَجِبُ؟ وَمَتَى يَجِبُ؟).


(١) معنى حديث أخرجه الترمذي (٢١٦٥)، عن ابن عمر قال: "خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس، إني قُمت فيكم كمقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فينا، فقال: ". . . أَلَا لا يَخلون رجلٌ بامرأة إلا كان ئالثهما الشيطان"، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٤٣٠).
(٢) معنى حديث أخرجه البخاري (٧١٧١)، عن أنس: "أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان مع إحدى نسائه، فمَرَّ به رجل فدعاه، فجاء، فقال: "يا فلان، هذه زوجتي فلانة"، فقال: يا رسول اللَّه من كنت أظن به، فلم أكن أظن بك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم".

<<  <  ج: ص:  >  >>