للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوَّل الشهر، كَمَا هو رَأي البعض (١)، وإنَّما المكي، أَيْ: الذي يسكن مكَّة، أَو المقيم فيها، أو الَّذي جَاء واستقرَّ فيها قبل الحج، فإنَّ هذا يهلُّ في اليوم الثامن، ومن العلماء مَنْ يرى أنه يهلُّ بالحج من أول الشهر حتى يناله شيءٌ من الشعث (٢)، وكذلك المشقَّة التي تلحق الأفقي (٣) الذي يأْتِي من مكانٍ بعيدٍ (٤)، لكن الصَّواب أنه يهلُّ كغيره في اليوم الثامن (٥).

* قوله: (وَعُمْدَتُهُمْ: "مَا رَوَاهُ مَالِكٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ هُنَا أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا يَفْعَلُهَا، فَذَكَرَ مِنْهَا: وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوُا الهِلَالَ، وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ إِلَى يَوْم التَّرْوِيَةِ! فَأَجَابَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا الإِهْلَالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ" (٦)).


= الناس كانوا يَرْتَوون فيه من الماء لما بعد. وقيل: لأن إبراهيم عليه السلام أصبح يتروى في أمر الرؤيا. . قاله الأزهري".
(١) ورد عن عمر بن الخطاب، وعبد اللَّه بن الزبير، وسيأتي.
(٢) يُنظر: "لسان العرب" لابن منظور (٢/ ١٦١)، حيث قال: "والشعث: المغبر الرأس، المنتتف الشعر، الحاف الذي لم يدهن. والتشعث: التفرق والتنكث، كما يتشعث رأس المسواك. وتشعيث الشيء: تفريقه".
(٣) يُنظر: "مختار الصحاح" للرازي (١٩)، حيث قال: " (الآفاق) النواحي الواحد (أفق) و (أفق) مثل: عسر وعسر. ورجل (أفقي) بفتح الهمزة والفاء إذا كان من (آفاق) الأرض، وبعضهم يقول: (أفقي) بضمهما، وهو القياس".
(٤) أخرجه مالك (١/ ٣٣٩)، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال: "يا أهل مكة، ما شأن الناس يأتون شعثًا وأنتم مدهنون، أهلوا إذا رأيتم الهلال"، ويُنظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٤/ ٧٦)، حيث قال: "قال أبو عمر: ما جاء عن عمر بن الخطاب، وعبد اللَّه بن الزبير في إهلال أهل مكة اختيار واستحباب ليس على الإلزام والإيجاب؛ لأن الإهلال إنما يجب على من يتصل به عمله في الحج لا على غيره؛ لأنه ليس من السُّنة أن يقيم المحرم في أهله".
(٥) تقدَّم مفصلًا.
(٦) أخرجه مالك (١/ ٣٣٣)، وصححه الأَلْبَانيُّ في "صحيح أبي داود" الأم (١٥٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>