للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذين قال رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيهم: "عَلَيكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين، عَضُّوا علَيها بالنواجذ" (١).

وفي حقِّ أبي بكرٍ وعمر -رضي اللَّه عنهما-: "اقتدوا باللَّذين من بعدي: أبى بكرٍ وعمر" (٢).

وقال في شأن أبي بكرٍ: "سدُّوا عليَّ هذه الخوخة (٣) إلا خوخة أبي بكر" (٤).

وقال: "لَوْ كُنْتُ متخذًا من البَشر خليلًا، لاتَّخذت أبا بَكْرٍ خليلًا" (٥).


(١) أخرجه أبو داود (٤٦٠٧)، عن العرباض: صلى بنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يومٍ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائلٌ: يا رسول اللَّه، كأن هذه موعظة مودعٍ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال "أُوصيكُمْ بتَقْوى اللَّه، والسَّمع والطَّاعة، وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه مَنْ يعش منكم بعدي، فَسَيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأُمور، فإنَّ كُلَّ مُحْدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ"، وصححه الأَلْبَانيُّ في "المشكاة" (١٦٥).
(٢) أخرجه ابن حبان (٦٩٠٢)، عن حُذَيفة، قال: كنَّا عند رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: "إني لا أرى بقائي فيكم إلا قليلًا، فاقتدوا باللَّذين من بعدي -وأشار إلى أبي بَكْرٍ وعُمَر- واهتدوا بهَدْي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه"، وصححه الأَلْبَانيُّ في "الصحيحة" (١٢٣٣).
(٣) يُنظر: "النهاية" لابن الأثير (٢/ ٨٦)، حيث قال: "الخوخة: باب صغير كالنافذة الكبيرة، وتكون بين بيتين ينصب عليها باب".
(٤) أخرجه البخاري (٤٦٧)، ومسلم (٢٣٨٢)، واللفظ له، عن أبي سعيدٍ. . . قال رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ أمنَّ الناس عليَّ في مالِهِ وصحبتِهِ أبو بكرٍ، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أُخوَّة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر".
(٥) أخرجه البخاري (٤٦٦)، ومسلم (٢٣٨٢)، ولفظ البخاري عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: خطب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "إن اللَّه خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند اللَّه"، فبكى أبو بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، فقلت في نفسي: ما يُبْكي هذا الشيخ إنْ يكن اللَّه خَيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند اللَّه، فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال: "يا أبا بكرٍ، لا تَبْك، إن أمنَّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت أبا بكرٍ، ولكن أُخوَّة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>